منذ فترة كبيرة والجميع في إنتظار قرار تعويم الجنيه وهي خطوة هامة للغاية وكبيرة في تقدم الإقتصاد المصري حيث يتم وضع أسعار العملات المطلوبة طبقاً لسوق العرض والطلب.

وقد اعلن البنك المركزي المصري منذ ساعات قليلة بدأ تعويم الجنيه في مصر وهو الأمر الذي سيساعد على أن يكون سعر الجنيه أمام العملات الأخرى سعر حقيقي وليس مفتعل مع الأزمات ولن توجد فروق شاسعة قد يحاول البعض إستغلالها لتحقيق مكاسب في السوق السوداء أو الإحتكار لكميات ضخمة من أي عملات.

يذكر أن البنك المركزي المصري قد قرر أن يبدأ تعويم الجنيه بمتوسط سعر 13 جنيه مصري مقابل الدولار مع وضع حدود بالسوق الموازية (السوداء) بأن لا تزيد أو تقل قيمة التداول خارج البنوك عن 10% فقط زيادة أو إنخفاضاً.

ولكن قبل كل ذلك هناك عدة أسئلة تفرض نفسها وأهمها هي ما معنى تعويم الجنيه؟ وهل سيفيد الإقتصاد المصري أم يضره؟

معنى تعويم الجنيه
معنى تعويم الجنيه

معنى تعويم الجنيه

يعني تعويم الجنيه أن لا يتم وضع سعر ثابت له امام العملات الأخرى .. بل يتم ترك سعره حراً بشكل جزئي أو كلي دون تدخل من البنك المركزي وذلك طبقاً لعمليات العرض والطلب التي تتم من قبل السوق المصري والتي يكون سببها الرئيسي عمليات الإستيراد والشراء من خارج مصر.

يعني ذلك أنه كلما زاد الطلب على أي عملة غير الجنيه المصري سينخفض أمامها سعر الجنيه ويرتفع سعر هذه العملة .. ومع إنخفاض طلب العملة يقل تمنها ويزيد ثمن الجنيه وهكذا.

كمثال: السوق المصري يحتاج إلى إستيراد الأدوية بشكل كبير ومعظم عمليات شرائها تكون بالدولار نظراً لصعوبة تصنيعها حالياً بداخل مصر وكذلك المعدات الطبية الحديثة وحتى صفقات الأسلحة للجيش المصري بل وحتى السكر الذي كنا نقوم بإستيراده فيما سبق من البرازيل وهكذا .. كل ذلك إذا زاد معدل إستيراده مع الوقت سينخفض سعر الجنيه أكثر فيزيد سعر الدولار .. أما لو قمنا بخفض إٍستيراداتنا من هذه المنتجات والسلع والخامات فمن المؤكد ستزيد قيمة الجنيه أمام الدولار .. وهذا ليس بشرط .. فمن الممكن أن نستورد الكثير من المنتجات وتزيد إستيراداتنا أكثر مما سبق بأضعاف ولكن معها تزيد صادراتنا أيضاً مما يوفر كميات ضخمة من الدولار بالبنوك المصرية وهو الأمر الذي يساعد أيضاً على ضمان إستقرار سعر الجنيه المصري أو زيادة قيمته بشكل جيد وعودة دخوله إلى سلة العملات العالمية مجدداً.

هل يضر تعويم الجنيه بالإقتصاد المصري؟

هناك عدة إجابات على هذا السؤال يعتمد كل منها على حالة معينة .. كمثال كما سبق إذا كانت صادراتنا تؤتي لنا بعملات أجنبية أكثر مما نصرف في الإستيراد فذلك سيساعد على تحسين إقتصادنا وتقليل أسعار المنتجات أمام المواطنين بشكل كبير .. أما لو زادت قيمة وارداتنا بالعملة الصعبة وخاصة الدولارية عن صادراتنا فذلك سيؤتي بنتيجة سلبية سيئة للغاية على الإقتصاد المصري.

سعر الدولار اليوم الخميس 3 نوفمبر 2016

يذكر أن سعر الدولار في السوق السوداء كان قد وصل إلى 18 جنيه مصرياً منذ نحو إسبوع وقد هبط بشدة وبشكل مفزع في خلال هذا الأسبوع بشكل يومي وفي بعض الأحيان كل بضعة ساعات بقيم كبيرة حتى وصل في السوق السوداء إلى 12.90 جنيهات تقريباً اليوم.

ومن المتوقع أن يظل هذا الحال لفترة بشكل ثابت نظراً لقرار إيقاف إستيراد السلع الترفيهية ومحاولة إدخال سلع أخرى ضمن قائمة السلع الممنوع إستيرادها لمدة 3 أشهر وذلك كمحاولة من الحكومة لتحسين أداء الإقتصاد المصري ورفع قيمة الجنيه أمام الدولار.
By