من أجل أن يصبح بيت الزوجية عُشًّا ورديًّا قويًّا حصينًا راسخا، لا تؤثر فيه الرياح ولو كانت عاتية، ولا تزلزله العواصف ولو كانت مدمرة، وحتى لو أتت سحابة صيف على جنة الأحباب؛ فإن غيمها الداكن سرعان ما ينقشع ويزول.
إن «جفاف المشاعر بين الزوجين» هو سر أزمة الأسر المعاصرة، ومع أن الأسرة في عصرنا الحاضر قد تحسنت أحوالها المعيشية بصورة كبيرة، لكنها قد تفتقر إلى السعادة مع وتيرة الحياة المتسارعة والمتطلبات المتراكمة؛ فجفت في زحام الأحداث المشاعر، وأصبحت هشيمًا ونسيا منسيا، وأضحت العلاقة بين أفرادها علاقة هشة أو جامدة لا روح فيها، وبالتالي فهي معرضة للتصدع والسقوط والانهيار حتى ولو من أتفه العقبات.
والمشكلة تكمن في أن الكل يعرف حقوقه وينسى واجباته، يعمل لنفسه دون نظر للشريك الآخر، وقد يهتم بكل شيء إلا قرينه؛ ف الزوج غائب مع أصدقائه قد يمتد به السهر معهم إلى منتصف الليل، و الزوجة غائبة مع صديقاتها بالمجالسة معهن أو التحدث بالهاتف لساعات طويلة، حتى حق الفراش قد يؤديه بعضهم بأنانية لإشباع رغبته دون نظر للطرف الآخر
By