وسعت تركية نظاق عملياتها السورية وساعدت فصائل موالية من «الجيش الحر» في السيطرة على 30 قرية بين جرابلس وحلب بعد اليوم السابع لعملية «درع الفرات»، وسط قلق أميركي من معارك لا تستهدف تنظيم «داعش» شمال سورية. وسارعت فصائل معارضة الى محاولة السيطرة أمس على مناطق واسعة في ريف حماة ضمن معركة اطلقتها لـ «تخفيف الضغط على المعارضة في حلب» حيث استمرت «معارك الأبنية» بين القوات النظامية وفصائل إسلامية ومقاتلة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «اشتباكات متفاوتة العنف» تدور «بين «فصائل إسلامية ومقاتلة مدعمة بالدبابات التركية» من طرف، و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية من طرف آخر، في ريف جرابلس الجنوبي الواقع في ريف حلب الشمالي الشرقي، «وسط مزيد من التقدم للفصائل في المنطقة»، متحدثاً عن سيطرتها على قريتي أم سوس وظهر المغارة جنوب غربي جرابلس ليصل الى 30 عدد القرى التي سيطرت عليها الفصائل المنضوية في إطار «الجيش الحر» في ريفي جرابلس الجنوبي والغربي ووصلت إلى منطقتي قيراطة والأورية الواقعتين على الضفاف الغربية لنهر الفرات.

وقال مصدر عسكري تركي أمس إن القوات التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفاً للمتشددين (...) في شمال سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقال المصدر لـ «رويترز» إن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية» من دون أن يحدد ما إذا كان القصف شمل عناصر من «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية أو تنظيم «داعش».

واتهم وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو «وحدات حماية الشعب» بتنفيذ عمليات «تطهير عرقي» في شمال سورية وقال إنها تسعى إلى توطين أنصارها في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من «داعش». وقال إن هدف العملية التي يقوم بها السوريون المدعومون من تركيا حول بلدتي منبج وجرابلس هو طرد «داعش»، لكنه أضاف أنه يجب أن تتحرك «وحدات حماية الشعب» فوراً إلى شرق الفرات و «طالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفاً».

وقال بريت ماكغورك مبعوث الرئاسة الأميركية الخاص للتحالف المناهض لـ «داعش» في حسابه الرسمي على موقع «تويتر» نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع (بنتاغون): «نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات في مناطق لا يوجد فيها داعش غير مقبولة وتسبب قلقاً عميقاً». وتابع: «نطالب كل الأطراف بأن تلقي أسلحتها. الولايات المتحدة تشارك في شكل فعال في تسهيل نزع فتيل هذا الصراع وتوحيد التركيز على داعش الذي لا يزال خطراً مميتاً ومشتركاً». وجاء في بيان «البنتاغون» أيضاً إن الولايات المتحدة كررت طلبها عودة «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق نهر الفرات وإنها تدرك أن ذلك هو ما حدث «إلى حد كبير».

وفي وسط سورية، تحدث «المرصد» عن «معارك عنيفة» في ريف حماة الشمالي الغربي، بين فصائل معارضة وإسلامية من جهة، وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى، وتمكنت المعارضة من اقتحام حلفايا والسيطرة على أجزاء واسعة منها، في ظل انهيار واضح في صفوف القوات الحكومية. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن المعارك يشارك فيها «جند الأقصى وجيش العزة وجيش النصر اضافة إلى فصائل أخرى، وشملت ثلاث معارك متزامنة في ريف حماة للسيطرة على حواجز الزلاقيات وزلين وشليوط والمصاصنة والبويضة وبعض النقاط المتبقية جنوب غربي قرية معركبة» وذلك بهدف «تخفيف الضغط عن المعارضة في حلب». ووزع نشطاء معارضون صوراً لدبابات وآليات استولت عليها فصائل معارضة في المعارك التي اطلق على إحداها اسم «مروان حديد» مؤسس «الطليعة المقاتلة» المنبثقة من «الإخوان المسلمين» والذي اعدم في السجن في منتصف السبعينات.

وأشار «المرصد»، من جهة أخرى، إلى «معارك عنيفة في محور الكليات العسكرية ومنطقة 1070 جنوب وجنوب غربي مدينة حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى»، فيما قال «مركز حلب الإعلامي» المعارض ان «الثوار استعادوا السيطرة على مبنيين في مشروع 1070 شقة جنوب غربي حلب، بعد سيطرة قوات النظام (عليهما) صباحاً».
By