هذه قصة لفتاه تكتب معاناتها ...

أكتب لكم هذه القصة التي حدثت اليوم 14-3-2007 الثلاثاء

وأنا شهدتها بعيني , بل وكنت بطلتها ....

أولا: سأعرفكم على نفسي وعلى صديقتي (صاحبة المشكلة).

أنا المعتصمة بالله ...وأنا في ال15 من العمر وأعتقد

أن صديقتي بشرى تصغرني بعام وعدة أشهر...

لا أطيل عليكم سأبدأ

قبل عدة أيام وفي حصة اللغة العربية رمت لي (بشرى)

ورقة ,ففتحتها وقرأت مافيها وأنا لا أذكر جيدا ماكتب عليها

ولكن هذا كل ماأذكره:

كتبت عليها

----شو رايج بهالرسالة؟

حبيبي عبد الرحمن ...إنت كل شي بهالدنيا بدونك أنا أحس عمري

ضايعة بين هلي وأحس إني غريبة...

حبيبي عبد الرحمن لا تطنشني ...انت ماتدري اشكثر أحبك

مادري إذا تبادلني نفس الشعور...

والله أعلم بالبقية هذا فقط كل ما تذكرته...

فعندما قرأت هذه الرسالة بعثت لها رسالة وكتبت فيها..

بشرى....لا تودين له هاذي الرسالة ...

شو بيصير لو راحت الورقة عند الأبلة (فلانة)

وشو بيصير لو حظرتها خبرت أبوك وأمك ؟!

أو أخوك عرف بالسالفة ...؟!

بشرى ... إنت غرقانة في بحر الصياعة والوصاخة

وأنا مديت لك يد العون ...فلا ترديها ...

بشرى أنا نصحتك وسويت اللي علي ..عاد كيفك لو رفضتي

المهم لااااتقولين المعتصمة قالت كذة وكذة

واياني وياج تقولين ياليتني سمعت نصيحة (المعتصمة)

وياليت ..وياليت ..

ورميتلها الرسالة ...وعندما قرأتها رأيتها تضحك بسخرية

وفي الفسحة جائت عند وقالت لي وهي ساخرة

(..إسمي الحقيقي..)أنا عطيته خلااااص هاي اللي عطيتج نسخة هاهاهاها

وراحت ولا عطت لكلامي همة...

أنا كنت أحس أن هناك كارثة ستحدث لها ...

وصدق حدسي....

ففي صباح اليوم وفي الحصة الاولى...

استدعيت بشرى إلى إدارة المدرسة لا وبعد كانت لابسة مخالف

المهم بعد شوي استدعوني أنا وبنت ثانية ...ورحت وأنا متغاااظة لأني

أعرف نفس أنا ماسويت شي مخالف.!!

ووصلت وقالت لي المعلمة :انتي شفتي هاي الورقة؟

قلتلها :عطيني أشوفها عشان أعرف

قالت: لأ من هووون شوفيا

قلت: أي نعم شفتها.

قالت :ليش أعطتك اياها؟

قلت:مادري أنا!!

قالت لبشرى :ليش اعطيتيا اياها؟

قالت:عشان أعرف أعطيه ولة لأ.

قالت المعلمة : هاي مانها حجة.

والتفتت نحوي وقالت:شوفي يا(..) ماتقحمي حالك مرة تانية بهاي

بهاي القصص ,ولو وصلتك رسالة قوليلهم مالك خص.

واستدعوا ابو بشرى وأمها

وجت بشرى الصف وهي تبكي وقالت لي وهي تحتضنني

ياليتني سمعت نصيحتج ..كنتي انتي صديقتي الحقيقية ...

اشكرج والله ماقصرتي ...أنا الغبية اللي سرت في طريج خطأ

والله الحين عرفتج انج انتي الصديقة اللي تحبني صدق

وهي تبكي بدموع الندم وأنا قلبي كاد أن ينشطر الى نصفين

وقرر والداها انها لن تأتي الى المدرسة ثانية ً

وفي نهاية الدوام ظلت تبكي وبكى جميع من بالصف معها عداي

لااعرف لماذا ولكن تعلمت مها درسا ...

والله يشهد على ماأقول وأني لم أكذب في كلمة واحدة

بل اني حذفت كثيرا من فصول الحادثة ....

وفي النهاية أسأل الله الستر لكل المسلمين

والابتعاد عن الرذيلة

وأتمنى من كل فتاة وفتى متهور التعلم من تجربة غيره

واستفتاء قلبه قبل الخطو بخطوة كما قال الرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم:اسفت قلبك"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أمي مهجة عيني أحفظها يا ربي
أكبر وأنا عند أمي صغير، وأشيب وأنا لديها طفل، هي الوحيدة التي نزفت من أجلي دموعها ولبنها ودمها، نسيني الناس إلا أمي، عقَّني الكل إلا أمي، تغيَّر عليَّ العالم إلا أمي، الله يا أمي: كم غسلتِ خدودكِ بالدموع حينما سافرتُ! وكم عفتِ المنام يوم غبتُ! وكم ودَّعتِ الرُّقاد يوم مرضتُ! الله يا أمي: إذا جئتُ من السفر وقفتِ بالباب تنظرين والعيون تدمع فرحاً، وإذا خرجتُ من البيت وقفتِ تودعينني بقلب يقطر أسى، الله يا أمي: حملتِـني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع، ووضعتِـني مع آهاتك وزفراتك، وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك، الله يا أمي: لا تنامين أبداً حتى يزور النوم جفني، ولا ترتاحين أبداً حتى يحل السرور علي، إذا ابتسمتُ ضحكتِ ولا تدرين ما السبب، وإذا تكدّرتُ بكيتِ ولا تعلمين ما الخبر، تعذرينني قبل أن أخطئ، وتعفين عني قبل أن أتوب، وتسامحينني قبل أن أعتذر، الله يا أمي: من مدحني صدقتِه ولو جعلني إمام الأنام وبدر التمام، ومن ذمني كذبتِه ولو شهد له العدول وزكَّاه الثقات، أبداً أنتِ الوحيدة المشغولة بأمري، وأنتِ الفريدة المهمومة بي، الله يا أمي: أنا قضيّتك الكبرى، وقصتكِ الجميلة، وأمنيتك العذبة، تُحسنين إليّ وتعتذرين من التقصير، وتذوبين عليّ شوقاً وتريدين المزيد، يا أمي: ليتني أغسلُ بدموع الوفاء قدميكِ، وأحمل في مهرجان الحياة نعليك، يا أمي: ليت الموت يتخطاكِ إليَّ، وليت البأس إذا قصدكِ يقع عليَّ:
نفسي تحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ يا أمي كيف أردّ الجميل لكِ بعدما جعلتِ بطنكِ لي وعاء، وثديك لي سقاء، وحضنكِ لي غطاء؟ كيف أقابل إحسانكِ وقد شاب رأسكِ في سبيل إسعادي، ورقَّ عظمكِ من أجل راحتي، واحدودب ظهركِ لأنعم بحياتي؟ كيف أكافئ دموعكِ الصادقة التي سالت سخيّة على خدّيكِ مرة حزناً عليَّ، ومرة فرحاً بي؛ لأنك تبكين في سرّائي وضرّائي؟ يا أمي أنظر إلى وجهكِ وكأنه ورقة مصحف وقد كتب فيه الدهر قصة المعاناة من أجلي، ورواية الجهد والمشقة بسببـي، يا أمي أنا كلي خجل وحياء، إذا نظرت إليك وأنت في سلّم الشيخوخة، وأنا في عنفوان الشباب، تدبين على الأرض دبيباً وأنا أثبُ وثباً، يا أمي أنتِ الوحيدة في العالم التي وفت معي يوم خذلني الأصدقاء، وخانني الأوفياء، وغدر بي الأصفياء، ووقفتِ معي بقلبك الحنون، بدموعكِ الساخنة، بآهاتكِ الحارة، بزفراتكِ الملتهبة، تضمين، تقبّلين، تضمّدين، تواسين، تعزّين، تسلّين، تشاركين، تدْعين، يا أمي أنظر إليك وكلي رهبة، وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانكِ، وهدّت أركانكِ، فأتذكر كم من ضمةٍ لكِ وقبلة ودمعة وزفرة وخطوة جُدتِ بها لي طائعةً راضيةً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكراً، وإنما سخوتِ بها حبّاً وكرماً، أنظر إليك الآن وأنتِ تودعين الحياة وأنا أستقبلها، وتنهين العمر وأنا أبتدئه فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي وإرجاع قوّتكِ التي صببتِها في قوّتي، أعضائي صُنِعت من لبنكِ، ولحمي نُسج من لحمكِ، وخدّي غُسِل بدموعكِ، ورأسي نبت بقبلاتكِ، ونجاحي تم بدعائك، أرى جميلك يطوّقني فأجلس أمامك خادماً صغيراً لا أذكر انتصاراتي ولا تفوقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك؛ لأنها من بعض عطاياكِ لي، أشعرُ بمكانتي بين الناس، وبمنـزلتي عند الأصدقاء، وبقيمتي لدى الغير، ولكن إذا جثوتُ عند أقدامكِ فأنا طفلكِ الصغير، وابنكِ المدلّل، فأصبح صفراً يملأني الخجل ويعتريني الوجل، فألغي الألقاب وأحذف الشهرة، وأشطب على المال، وأنسى المدائح؛ لأنك أم وأنا ابن، ولأنك سيّدة وأنا خادم، ولأنك مدرسة وأنا تلميذ، ولأنكِ شجرة وأنا ثمرة، ولأنكِ كل شيء في حياتي، فائذني لي بتقبيل قدميكِ، والفضل لكِ يوم تواضعتِ وسمحتِ لشفتي أن تمسح التراب عن أقدامكِ. ربِّ اغفر لوالدي وارحمهما كما ربّياني صغيراً.
By