يقول إن البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وأجهزة الواقع الافتراضي والثورة الصناعية الرابعة كانت جميعها مجالات أساسية للنمو والإبداع في عام 2016، ويتوقع أن تستمر في النمو والتطور لأبعد مما وصلت إليه في العام القادم.
في الحقيقة، عام 2017 على الأرجح هو العام الذي تصير فيه تلك التقنيات اتجاهًا سائدًا، عوضًا عن كونها مجرد أشياء خاصة بالشركات ذات الميزانيات الضخمة، وفرقها التنفيذية وثيقة الصلة بالتقنيات الحديثة. ويتوقع أن تكون هناك زيادة قوية في إتاحة تلك التقنيات باعتبارها «خدمات» من خلال المنصات السحابية -مثل تطويرات الأجزاء التقنية الصلبة في شكل أجهزة استشعار بأسعار معقولة وتقنيات العرض- والتي من شأنها أن تساعد في تحقيق «الدمقرطة» في المشاريع التي تعتمد على البيانات التي صار الحديث رائجًا عنها في الفترة الأخيرة.
لذا إليكم مجموعة من التنبؤات الأساسية للعام القادم. حسب رأي الكاتب كل المنظمات التي تود أن تبقى في الطليعة عليهم التأكد من استكشاف جميع الفرص المشار إليها في التقرير.(1)
سوف تصبح الأجهزة الذكية ذكيةً بالفعل بفضل التعلم الآلي؛ فالأجهزة الذكية كالساعات، والأجهزة المنزلية والترفيهية، وحتى البنية الأساسية كالإضاءة والأسلاك سوف تؤدي وظيفتها أخيًرا، فقد أطلقنا على الهواتف «هواتف ذكية» لعقد حتى الآن، بينما كان لا بد أن نطلق عليها اسم «الهواتف متعددة المهام» إذا أردنا أن نكون أكثر دقة، على الرغم من عدم جاذبية الاسم. يعد تضمين الذكاء الاصطناعي كأنظمة Siri أو OK Google على نظام تشغيل الخطوة الأولى نحو جعل هذه الأنظمة «ذكية» بالفعل، وبكل تأكيد يمكننا أن نتوقع أكثر من ذلك العام المقبل، إذ يتوقع أن تصبح المميزات الآلية للمساعد الشخصي أكثر فعالية وتنبؤية، كما نتوقع أن تصبح الأجهزة القائمة على نظام IOT «إنترنت الأشياء» كالإضاءة الذكية للمنازل، والأمن، وتكييف الهواء، أكثر فعالية في التوافق مع ما نريده منها.(2)
يتزايد الإنفاق على البرمجيات، بينما ينخفض الإنفاق على الآلات، وهو ما دفع الشركات العاملة في البنية التحتية إلى زيادة الإنفاق على البرمجيات، لزيادة الوظائف المتاحة أكثر وأكثر، كخدمة «as-a-service» التي تقدمها الحوسبة السحابية.ينخفض الإنفاق على الآلات في نفس الوقت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تزايد الخدمات المقدمة خارج الموقع، وإلى ميزة انخفاض التكلفة، كالسلع الأقل تكلفة مثل الخوادم ووحدات التخزين، في مقابل التقنيات المصنعة خصيصًا بمواصفات معينة عالية التكلفة. هذا هو الاتجاه الذي سيستمر خلال عام 2017، إذ يقدر المحللون في شركة جارتنر أن إجمالي حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات سوف يصل إلى 3.5 تريليون دولار خلال العام القادم.(3)
سوف نقضي وقتًا أقل في العالم الواقعي، ووقتًا أكثر في العالم الافتراضي، وسوف يجرب الكثير من الناس الواقع الافتراضي للمرة الأولى هذا العام، تزامنًا مع ظهور السماعات المتقدمة تكنولوجيًا على نطاقٍ واسعٍ في الأسواق باعتبارها أحد الأجهزة الاستهلاكية التي يقدمها العديد من المصنعين للمرة الأولى، في حين أن تكنولوجيا الواقع الافتراضي قد زاد انتشارها خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه اقتصر استخدامها بشكل كبير على الشركات الكبرى التي تخصص ميزانيات لبناء أنظمة وبرمجيات بمواصفات خاصة.
«الجارديان»: عمالقة التكنولوجيا يتحكمون في حياتنا بالتلاعب بالبيانات
بعد أن أصبحت تلك الأجهزة متاحة في الأسواق على نطاق واسع، وبعد تنامي حجم البرمجيات مفتوحة المصدر، والتي تمكن المستخدمين من تصميم عالمهم وواقعهم الخاص، يُتوقع أن تتوسع بشكل كبير في عام 2017.
تعاملات بيتكوين في الفترة بين يناير (كانون الثاني) 2009 وسبتمبر (أيلول) 2015(4)
سوف تبدأ تكنولوجيا «سلسلة الكتل» Blockchain في إظهار فائدتها تشغل تكنولوجيا «سلسلة الكتل» -قاعدة بيانات موزعة- العملة الإلكترونية بيتكوين، التي من المرجح أن تحدث ثورة في مجال المدفوعات والتعاقدات على الإنترنت.
تتوقع شركة جارتنر أنه بحلول عام 2022 سوف تصل قيمة الأعمال التي تعتمد على تكنولوجيا «سلسلة الكتل» إلى 10 مليار دولار، كما أنه بالفعل رُصدت تحركات واستثمارات لبنوكٍ كبرى في مشاريع تكنولوجيا «سلسلة الكتل».
من المتوقع أن تبرز تطبيقات تكنولوجيا «سلسلة الكتل» المحتملة التي تعمل على أجهزة نظم IoT «إنترنت الأشياء» خلال 2017، إذ تعد الأجهزة الذكية والآلية نموذجًا مثاليًا لتتبع وتسجيل أنشطة الشبكات التي تحتوي على مئات أو آلاف أو ملايين الأجهزة المتصلة والعمليات الافتراضية.
10 مواقع تجعلك تستكشف وتتدرب فقط عبر المحاكاة الافتراضية
(5)
ستبدأ البيانات غير المهيكلة في الكشف عن أسرارها الغالبية العظمى من البيانات المتاحة لأغلب المنظمات هي بيانات غير مهيكلة، مثل سجل المكالمات والرسائل الإلكترونية، والنصوص وتسجيلات الصوت والصورة، ففي حين أن تلك البيانات ممتلئة بالرؤى القيمة، لا يمكن تأطيرها عالميًا في صفوف وأعمدة للوصول إلى تحليلات كمية. مع التقدم في مجالات التعرف البصري وتحليل المشاعر، ومعالجة اللغات الطبيعية، بدأت تلك المعلومات بدأت تتخلى عن أسرارها، وسيتيح التنقيب فيها مجالًا واسعًا للأعمال التجارية في عام 2017.
ستتاح الفرصة للمنظمات على سبيل المثال أتمتة عملية تحليل مئات الساعات من اتصالات خدمة العملاء، وبالتالي الإجابة تلقائيًا في الحال على أسئلة مثل «ما التحسينات المطلوبة ذات الأولوية لزيادة رضا العملاء؟» الخدمات التي تتيح الوصول لمثل ذلك النوع من التقنية في طريقها لأن تصبح أسهل في الوصول إليها من خلال مقدمي الخدمات السحابية ميسورة التكلفة، وزيادة اعتمادها عبر الوسط، والأعمال التجارية الصغيرة التي تشكل الجزء الأكبر من اقتصاد الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: البيانات الضخمة.. أو كيف ترسم الأرقام الطريق إلى المستقبل؟
سنعتاد على فكرة التواجد في مكانين في آن واحد، التواجد عن بعد يضم أفكار الواقع الافتراضي والواقع المعزز ومفهوم التوأم الرقمي معًا ليُمَكِّن الإنسان بطريقة فعَّالة من التواجد في مكانين في آن واحد. الدرونز –الطائرات بدون طيار- والتقنيات ذات التحكم عن بعد ستستخدم على نطاق واسع لتوسيع المجال الآني للتأثير بما يتجاوز نطاق ذراع الإنسان ويده.
يمكننا أداء الجراحات عن بعد من خلال تحكم الطبيب في روبوت عن بعد أو تحكمه في معدات طبية جراحية عن بعد، ويمكن للمركبات ذات التحكم عن بعد أيضا الدخول للأماكن التي تشكل تهديدًا لصحة البشر، أو الأماكن التي يمكن لتلك المركبات الوصول إليها أسرع من البشر. ولعل الصورة الأبسط من ذلك هو تطبيقات المقابلات عن بعد والتي تجرى في بيئة افتراضية مثل اجتماعات سكايب، لكنها تستخدم التقنيات في التأثير فعليًا في كل من تواجد في المكان. التطبيقات الأكثر تقدمًا تعد غير محدودة إذ يمكنها الوصول لاستكشاف الفضاء واستكشاف قاع المحيطات في بيئة آمنة تمامًا.
أمر واحد أكيد بشأن عام 2017، هو عام آخر فيه الابتكارات التكنولوجية تطرح كمًا هائلًا من الفرص والتحديات لكل عملٍ على وجه الكوكب.
نشر موقع «فوربس» تقريرًا يضم مجموعة تنبؤات تكنولوجية في رأي الكاتب ستشكل النمط السائد في عام 2017.
(6)
منظمات أكثر ستكتشف توأمها الرقمي Digital Twin، المزدوج الرقمي هو مصطلح من المتوقع أن يظهر أكثر في عام 2017. بالأساس، نتيجة زيادة القوة الحوسبية والتكلفة الميسورة، ودقة تكنولوجيا الاستشعار، يمكن أن تُحاكى أغلب الأشياء على الحاسب حاليًا بدرجة عالية من الإتقان. والأعمال التجارية لا تختلف كثيرًا عن ما سبق، إذ يمكن بناء توأم رقمي عن الأعمال التجارية، مع بناء محاكاة تعتمد على البيانات لكل العمليات المطلوبة، فتوفر مجالًا للتجربة والتغيير. والبيانات المستخدمة في بناء المزدوج/التوأم يمكن الاستفادة منها باعتبارها مدخلات لتحليلات تنبؤية متقدمة، فتتيح فرصة فحص التغيرات في مخرجات العمليات والمعالجات في بيئة محاكاة آمنة.(7)