منذ عدة أيام تحدثت الكثير من وسائل الإعلام عن تخوف «فيسبوك» مما يعرف في علوم التواصل بانهيار السياق، ويقصد بانهيار السياق أن مستخدمي فيسبوك أصبحوا يستخدمون الموقع بطريقة لا تتماشي مع الهدف الذي تم بناء الموقع من أجله.
ولاحظ القائمون على الموقع أن المشتركين يميلون، مع الوقت، إلى عدم مشاركة أخبارهم الشخصية، في مقابل مشاركة عدد من الروابط التي تناقش الأخبار السياسية أو الحياة العامة في بلد معين.
في المقابل انتقل المشتركون إلى منصات أخرى مثل «سناب شات» و«إنستجرام»؛ للتواصل مع أصدقائهم اجتماعيًا، ومشاركة صورهم الشخصية.
هذا الخبر يعكس بحث متصفحي الإنترنت المستمر، عن منصات مختلفة للتواصل مع الآخرين، ومشاركة حياتهم الشخصية، بأشكال مختلفة. الأهم كذلك أن هذه المنصات، خاصة فيسبوك، تحولت مع الوقت؛ لتمثل المصدر الأساسي للأخبار والمنشورات التعليمية، بالإضافة الى المهمة الأساسية، وهي التواصل مع الآخرين.
إنترنت الصفحة الواحدة
إحدى التجارب التي يمر بها كثير من متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي حين يقررون إغلاق حسابهم على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي هو ما يعرف بإنترنت الصفحة الواحدة.
إذا كنت من المستخدمين المستمرين لمنصة معينة، بعد إغلاقها ستشعر أنه لا شيء آخر يمكنك فعله على الإنترنت. بالرغم من أن الإنترنت يحتوي على ملايين الصفحات المليئة بمحتوى ضخم للغاية، سواء ترفيهي أو تعليمي أو إخباري، إلا أنه مع الوقت ومع زيادة الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي، تصبح هذه الصفحات وكأنها غير موجودة، بخاصة مع استخدام الشركات لمنصات التواصل الاجتماعي كإحدى الوسائل الاساسية للإعلان، وكذلك استخدام كثير من مواقع المحتوى لشبكات التواصل الاجتماعي كإحدى وسائل نشر ومشاركة القصص والتقارير الصحفية.
التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعلم
في السنوات الأخيرة، ظهر العديد من شبكات التواصل الاجتماعي، ولكنها تختلف عن الشكل التقليدي لمنصات التواصل الاجتماعي المعروفة.
وتدفع هذه المنصات المستخدمين لمشاركة المعرفة بعيدًا عن حياتهم الشخصية وأخبارهم الاجتماعية. يمكنك تخيل بالطبع أن هذه الشبكات لا تحظى بالكثير من الانتشار والمتابعة، إلا أن عددًا كبيرًا من مستخدميها لديهم خبرات شخصية، وقصص تستحق القراءة والمتابعة.
إحدى هذه المنصات هي منصة «كيورا»، التي تعتمد على أن يقوم المستخدمون بالإجابة على سؤال يطرحه أحد المشتركين بالمنصة. وبدأت المنصة تنتشر مؤخرًا بشكل كبير بين مستخدمي الإنترنت، لكنها في البداية كانت موجهة بشكل أساسي للجمهور التقني، بخاصة المهتمين بأخبار «وادي السيليكون» وشركات التقنية.
ويشارك الناس بعدد كبير من الإجابات يوميًا في موضوعات مختلفة تقنية وسياسية واقتصادية وحياتية. وتسمح لك المنصة بالتواصل مع أصدقائك من خلالها، وكذلك متابعة الموضوعات التي تحظى باهتمامك.
ويعد تبادل المعرفة على شبكات التواصل الاجتماعي، إحدى الطرق التي قد تشبع رغبتك في قضاء بعض الوقت عليها، وفي نفس الوقت الاستفادة من قراءة منشورات الآخرين.
«يوتيوب» ليس أفضل منصة لمشاهدة الفيديو
الأرقام تشير إلى أن مشاهدة مقاطع الفيديو، هو النشاط الذي يستهلك أكبر وقت لمتصفحي الإنترنت. ويحتوي «يوتيوب» على الكثير من المحتوى الجيد، لكنه يضيع بين ترشيحات الفيديوهات الموسيقية والقنوات الترفيهية.
في المقابل توجد منصات مثل «تيد» على سبيل المثال، وتهتم تيد بنشر محتوى معرفي مرئي من خلال دعوة المتخصصين لإلقاء محاضرات قصيرة في إحدى الفعاليات التي تقيمها المؤسسة، في عدد كبير من الدول حول العالم.
والمفيد في تيد أن الكثير من مقاطع الفيديو تم ترجمتها للعربية، ويمكنك قراءة الترجمة أثناء مشاهدة الفيديو. ويسمح لك الموقع كذلك كما هو الحال في يوتيوب، بالاشتراك في قنوات معينة، ومتابعة الأشخاص أو الموضوعات المفضلة إليك.
وفي منصات كذلك مثل «خان أكاديمي»، يوجد بها الكثير من المحتوى التعليمي في مواضيع أكاديمية متخصصة. يمكن لهذه المنصات أن تكون بديلًا، ولو جزئيًا، لتصفح مواقع، مثل يوتيوب ومشاهدة فيديوهات سناب شات.
تعلم المهارات لا يحتاج الكثير من الوقت
هناك الكثير من المنصات على الإنترنت الآن، تتخصص في بناء دورات تعليمية قصيرة الأمد، بهدف تعليم المستخدمين مهارة معينة. لا تتجاوز هذه الدورات في بعض الأحيان دقائق محدودة.
موقع سكيل شيرعلى سبيل المثال، يعرض دورات يشارك أشخاص من خلالها مهارة معينة مع المستخدمين، من خلال فيديو أو سلسلة من الفيديوهات.
المهارات الموجودة مرتبطة بالحياة اليومية إلى حد بعيد، كأن تتعلم كيفية التخطيط للميزانية الشهرية، أو تتعلم كيف تكتب رسالة احترافية لمديرك في العمل. يوجد على الموقع آلاف الدورات المهارية المجانية.
ويدعو الموقع من وقت لآخر كذلك بعض المتخصصين والمشاهير في مجال معين لتقديم نصائح من خلال فيديوهات يتطلب مشاهدتها التسجيل على الموقع وحسب باستخدام بريدك الإلكتروني.