كيف يمكن لشركة Samsung ان تسترجع مكانة إسمها في ظل مشكلة Samsung Galaxy Note 7 ؟

سامسونغ (Samsung) من الشركات التي لطالما قدمت آخر التقنيات المستجدة في العالم التقني التكنولوجي ، و كانت لها دائما بصمتها بين الشركات المنافسة في هذا المجال ، و رغم التحديات و الصعاب التي واجهتها أثناء مسيرتها في صناعة إسم لها في هذا المجال ، الا انها صمدت صمود الجبال و تألقت حتى صارت غريما قويا لشركة آبل التي لطالما إفتخرت بنفسها كونها تقدم الأفضل للعالم ، لكن الأسد الكوري تغلب على الذئب الأمريكي مرات عديدة ، و لا ننكر ان لذلك الذئب حصته ايضا في هذا المجال و تفوقه تارة اخرى ايضا ، لكن دعنا نكون صريحين ، المشروع الأخير لشركة سامسونغ قد قتل هذا الأسد بإمتياز ، و جعله قطا لا يهابه احد و يحتقره كل من هب و دب ، فكيف إذن يمكن إذن لمستخدم ان يثق مجددا في شركة سامسونغ ؟ و هل الشركة حقا قادرة على إسترجاع هيبتها و إسمها مجددا و تحقيق شيئ قوي في العالم التقني التكنولوجي في ظل مشكلة Samsung Galaxy Note 7 ؟ 



سابقا ، كانت شركة سامسونغ تُعرف بسوء منتجاتها ، و إن كنت من المستجدين في عالم التقنية فلا أعتقد انك ستتذكر هذا الأمر ، لكن سابقا في بدايات الشركة ، كان الكل يتهرب من إسم سامسونغ لأنه هاتف سيئ ذو صنع صيني ( لا كوري إختلاط في البلدان حينها ) لا يجب تجربته ، و أن أفضل الهواتف هو هاتف نوكيا ، فنوكيا كانت معروفة جدا في ذاك الوقت و كانت الرائد الأسمى في مجال الهواتف ، لذلك ، يمكنني ان اقول لك ان شركة سامسونغ قد عانت منذ بداياتها و ليس في أواخرها فقط ، فكيف إذن إستطاعت شركة سامسونغ تفادي مشكلة الشراء و محاولة إقناع الناس بأن لهاتفها إمكانيات جيدة ؟ حسنا ، إعتمدت في بادئ الأمر على التسويق ، كان للتسويق دورا هاما في ذلك ، خصوصا انها بدأت حملتها التسويقية لمنتجاتها في فترة عرفت نهوضا قويا على المواقع الإجتماعية و أذكر أيضا في تلك الفترات أن إعلانات الفيسبوك و جوجل ادووردز كانت معظمها هواتف سامسونغ و شعارات سامسونغ ( الى جانب جوجل و فيسبوك ) ، لكن مازاد نجاح هذه الأخيرة ، انها كانت السباقة للتعاقد مع جوجل حول نظام الأندرويد ، فماذا تتوقع إذن من شركة جوجل بنفسها ؟ بالطبع ستسوق هي الأخرى لهواتف سامسونغ التي تستخدم نظامها الجدي ، و كان هدف جوجل حينها ليس التسويق للهاتف ، و إنما إضطهاد نظام الIOS من مكانته ، فجوجل تحب ان تتربع على عرش القمم في كل المجالات ، و كانت آبل بنظامها IOS تتربع على ذاك العرش ، فكانت شراكة الشركتين بمثابة صنارة و الطعم قد تصطاد بها السمكة الكبيرة الا وهي التربع على عرش نظم الهواتف ، و لم تمانع شركة سامسونغ في ان تكون ذلك الطعم المستغل ، فأولا و أخيرا ارادت فقط ان تمسح فكرة ان هواتفها سيئة من أدمغة الناس و أن تقنعهم بإستخدام هاتف واحد من الشركة لتصبح الشركة في لائحة الشركات المحببة للمستخدم ، لا يمكنني ان انكر ان الشركتين ( جوجل و سامسونغ ) قد نجحتا جيدا حينها ، لكن شركة آبل بالطبع لم تتقبل الأمر فقامت برفع دعوة حقوق ملكية حول طريقة فتح النظام في الأندرويد ( لأن آبل تملك براءة إختراع للSlider لفتح الجهاز ) . لن ندخل في المزيد من هذه التفاصيل ، فما اردت ان اوضحه لك هو ان سامسونغ كانت بائسة في الأول و أصبحت الآن رائدة . 

بعد إزدهار شركة سامسونغ في ال5 سنوات الأخيرة ، ظهرت عثرة جديدة أمامها و التي أثارت إستياء مجموعة من المستخدمين ، ففي حين كانت الشركات التقنية الكبرى ( و قد دخل للمجال مجموعة من الشركات ايضا بنظام الأندرويد مثل LG و Alcatel و ظهور شركات جديدة مثل Xiaomi ) كانت الشركات الأخرى تصنع هاتف واحد في السنة و تقوم بتسويقه لها محاولة جذب الناس إليه ، الشيئ الذي قامت به شركة آبل أيضا ، فقد كانت تصدر هاتفا واحدا كل سنة او سنتين و تقوم بتسويقه و تحقق مبيعات قوية ، غلى غرارها ، فقد قامت سامسونغ بصناعة ما يقارب 7 هواتف في السنة ، فما تلجأ لشراء هاتف Samsung Galaxy Young حتى تجد انه عليك رميه لأن هاتف Samsung Glaxy Trend قد ظهر أسبوعا بعد إطلاق الهاتف الآخر ، الأمر الذي أربك المستخدمين و توقفو لحظيا لحين إعلان سامسونغ عن الهاتف الأخير للسنة و إقتناءه و تجربته و تجاهل الهواتف الأخرى ، قامت سامسونغ بهذا الأمر لأن التسويق كان لجانبها ، فقد نشرت إسمها في العالم ، و هيبتها كانت تسبقها بالطبع حينها فأرادت ان تحطم سقف المبيعات في أسرع وقت ، لكن إنقلب عليها الأمر و أصلحت المشكل في السنتين الأخيرتين ، فأصبحت تصدر هواتف قليلة كل سنة . 



اذن ، بعد مشكلتين واجهتهما سامسونغ و تغلبت عليها محافظة على إسمها و مكانتها المرموقة ، فهل يمكنها الآن ان تتجاوز عثرة إنفجار هواتفها الأخيرة في اوجه المستخدمين ؟ حسنا دعونا نحلل الأمر ، في كل من المشاكل السابقة لشركة سامسونغ لم يكن اي مشكل من تلك المشاكل قادر على أذية المستخدم ، فأقصى درجات الأذية هو إحباط المستخدم و غضبه حول المنتوج ، لكن ، ان يتحول الأمر الى حرق منزله او سيارته و ربما قتل رضيعه او تشويه جسده ، فالأمر قد لا يصبح سيئا بطريقة إيجابية في هذه الحالة ، و لا ادري ان كانت سامسونغ مثابرة ام غبية ! فقد شرحت سابقا انه في مشكلة إنتاج اكثر من هاتف في السنة لم تستوعبه سامسونغ الا على بعد سنوات ، فهل كان غباءا منها ؟ ام تجاهلت الأمر سعيا في تحقيق الأرباح ؟ تجاهلنا ذلك الأمر لأنه ليس بالمشكل الكبير بالنسبة للمستخدم ، لكن شركة سامسونغ ، فور ظهور مشكلة إنفجار الهواتف ، أعلمت الناس انها ستصلح المشكل و تعيد إنتاجه للجميع مجددا ، يبدو ان الناس صدقتها ، او كان لها إيمان في الشركة ، فأرجعت الهواتف بالطبع بعد مشكلة الإنفجار ، فأصلحت سامسونغ المشكلة - حسب إعتقادها - و اعادت بيع جهازها Samsung Galaxy Note 7 الجديد مجددا ، المبيعات لم تكن محمودة ، فالعديد لم يرد ان يحدث له كما حدث لسابقه من المستخدمين و ان تكون التكنولوجيا سببا في حرقه او حرق منزله ، فإكتفى بهاتفه القديم ، او ربما حتى قد غير هاتفه للشركة المنافسة سواء آبل او شركة اخرى ، و يمكنني و ان اقول ان المبيعات كانت خيالية رغم ذلك ، و لكن المشكل الذي زعمت سامسونغ انه قد أصلحته ، لم يتم إصلاحه بثاثا ، فكان و لا زال يفجر الناس كالقنابل الموقوتة ، فأفاض هذا الأمر غضب محبي الشركة جدا ، بل هناك من أصبح يصور فيديوهات يسب الشركة و يحرق جميع منتجاتها ( مثل التلفاز و غيرها ) ،و اقسم البعض عن نسيان الشركة ، بل و قد أصدرو فيديوهات و ألعاب تعوض القنابل بهاتف سامسونغ ( كما في لعبة الGTA ) ، لتعلن أخيرا شركة سامسونغ عن توقف تصنيع هذه الهواتف بالمرة . 
حسنا ، ربما لو أصلحت شركة سامسونغ العطب من الوهلة الأولى كان سيكون الأمر جيدا بالنسبة لها و كانت ستسمر في تحقيق مبيعات رغم الخطأ الأول ، و ربما أيضا لو اوقفت التصنيع منذ الأنفجار الأول أيضا ، كانت ستكسب مكانتها في قلوب المستخدمين ، لكن ما جعل شركة سامسونغ بالضبط تسقط ضحية للإستبعاد ، هو مشكلة الإنفجار الثاني و ليس الأول .. 
لسامسونغ الكثير من العزيمة و العقد من أجل تجاوز المشاكل ، بل و حتى انها اصدرت قرارا بتصنيع اجهزة Samsung Galaxy S8 ، بل و حتى انها تقدم لك ميزات و اموال مقابل إسترجاع الهواتف الإنفجارية ، لكن الوصمة السوداء هذه لن تزول ببعض الماء ، و اشك في حصول هاتف Samsung Galaxy S8 على مبيعات كبيرة ( او ربما لن تكون هناك مبيعات بسبب تحقيقات في حق الشركة ) ، لذلك ، ستعود سامسونغ لنقطة البداية و هي " لا تجرب جهاز سامسونغ ، بل جرب آيفون فهو أفضل " ، و سيتوجب عليها ان تبدأ من جديد في حملتها التسويقية ، ببساطة ، ساسمونغ بدل ان تتقدم ، عادت 10 سنوات الى الوراء . 
By