ثمانية أعوام كاملة مرّت تقريبًا منذ الانطلاقة الأولى لنظام أندرويد في عام 2008، ففي 24 سبتمبر/أيلول من ذلك العام أطلقت جوجل هاتفها الأول G1 ليكون بذلك أول الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد الذي سيطر خلال هذه الفترة على أكثر من 85% من حصّة سوق أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية.
وكما تحدثنا سابقًا، فإن الابتكار في الهواتف الذكية بشكل عام ذهب إلى الركود في الفترة الأخيرة؛ فمع كل إصدار جديد من أنظمة التشغيل نحصل على مجموعة من الميّزات الجديدة داخل النظام، مصحوبًة أيضًا بتحديثات بسيطة في الأجهزة. تلك التحديثات التي لم نكن نتوقع أن نصل إليها قبل خمسة أعوام تقريبًا، بسبب تسارع وتيرة التحديثات التقنية في تلك الفترة، فرضت نفسها لنجد أنفسنا اليوم مضطرين لدفع 600 دولار أمريكي على الأقل للحصول على جهاز عادي من ناحية التحديثات الجديدة.
جوجل في مؤتمرها الأخير عنونت المرحلة القادمة في العالم التقني، صحيح أن شركات مثل أمازون، مايكروسوفت، أو آبل وفيسبوك ذهبت إليها بالفعل، لكنها لم تجرأ على عنونتها واعتبارها المرحلة القادمة، كما أنها لم تتحدث بشكل رسمي عن التقنيات وحجم تطورها مثلما فعلت جوجل في المؤتمر.
ويُمكن اعتبار هواتف Pixel وPixel XL أول الأجهزة الذكية الصادرة في عهد المرحلة الجديدة، فكما قال سوندار بيتشاي Sundar Pichai الرئيس التنفيذي الحالي لشركة جوجل إننا ننتقل الآن من عصر الأجهزة الذكية المتنقّلة إلى عصر الذكاء الاصطناعي AI، أي أن الجهاز في الفترة الحالية لا يهم بقدر أهمية مستوى الذكاء الاصطناعي الموجود بداخله.
هذا تمامًا ما جسّدته هواتف جوجل الجديدة، فبعيدًا عن المواصفات التقنية والمقارنات التي ستُجرى في الفترة القادمة، ركّزت جوجل في Pixel وPixel XL على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير لتكون بذلك الانطلاقة الجديدة لنظام أندرويد.
هيروشي لوكهيمر Hiroshi Lockheimer نائب رئيس قسم أندرويد في جوجل تحدّث عن هذه النقطة في حسابه على تويتر، ففي يوم الاحتفال بمرور ثمانية أعوام على إطلاق نظام أندرويد قال هيروشي إننا ننظر اليوم بفخر لذلك التاريخ قبل ثمانية أعوام، متمنيين أن ننظر إلى مؤتمرنا القادم -الذي كُشف فيه عن هواتف Pixel وPixel XL- بفخر بعد ثمانية أعوام من الآن أيضًا.
وجاءت تصريحات هيروشي متبوعةً بتصريح برايان راكوسكي Brian Rakowski، مهندس أنظمة أجهزة Pixel، الذي قال إن الهواتف الجديدة مثال رائع على تكامل المكونات الداخلية للهاتف مع نظام تشغيله.
جوجل عرّفت بشكل غير مباشر مستقبل نظام أندرويد، فبعد سنوات من الاعتماد على التطبيقات والتحديثات واعتبارها العامل الأول في التشويق والإثارة للحصول على هاتف دون الآخر، سوف نعتبر درجة الذكاء الاصطناعي AI في الأجهزة الذكية العامل الأول الآن.
ويجب أخذ نقطة هامة بعين الاعتبار تتمثّل في مستقبل هواتف أندرويد المختلفة، فالأجهزة ذات المواصفات المنخفضة قد لا يكون لها مكان قوي في مستقبل أندرويد لأنها لن تكون قادرة على تشغيل ومعالجة مساعد جوجل الرقمي. أما الأجهزة الجديدة التي لا تعمل بنظام أندرويد كأجهزة ويندوز موبايل فهي بحاجة إلى رفع مستوى الذكاء الاصطناعي عوضًا عن التركيز على دعم تطبيقات أندرويد، فقواعد اللعبة بدأت تختلف تباعًا.
قد يبدو مؤتمر جوجل الأخير مُخصصًا للأجهزة الجديدة، فهي كشفت خلاله عن هواتف Pixel وPixel XL، موجّهات إشارة Routers حملت اسم Google Wifi، نظّارات الواقع الافتراضي Day Dream VR، إضافة إلى المساعد المنزلي Google Home، وجهاز البث ChromeCast Ultra. لكنها في نفس الوقت ركّزت في معظم تلك الأجهزة على الذكاء الصنعي في أنظمة التشغيل أكثر من الأجهزة نفسها.
أيًا كانت أنظمة تشغيل جوجل القادمة، سواءً حافظت على أندرويد، أو قدّمت لنا Fuschia أو حتى Andromeda الذي سيدمج خصائص نظام كروم أو إس Chrome OS مع أندرويد لتوحيد تجربة الاستخدام، سيكون الذكاء الاصطناعي هو العامل الأول الذي ستركّز عليه الشركة بشكل أساسي.