أكد عمار براهمية، رئيس البعثة الجزائرية المشاركة في الألعاب الأولمبية التي اختتمت قبل تسعة أيام بمدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية، أن سفر عائلته رفقة الوفد الجزائري في الطائرة الخاصة قانوني باعتبارهم ما يسمى العائلة الأولمبية، إلا أنه أشار إلى أنهم دفعوا على غرار عائلات بعض المسؤولين مبالغ مالية رمزية نظير سفرهم مع البعثة الرسمية، وهذامن دون أي تكفل من طرف اللجنة الأولمبية الدولية بمصاريفهم في البرازيل  .
قال رئيس النادي الهاوي لمولودية الجزائر في ندوة صحافية عقدها، صبيحة أمس، بمقر اللجنة الأولمبية الجزائرية ببن عكنون في العاصمة قائلا: «عائلتي من حقها السفر مثل كل عائلات المسؤولين رفقة البعثة في الطائرة الخاصة، ولا يمكن لأحد أن يحاسبني فهذا قانوني وهو ما قمت به في السابق وسأقوم به في المستقبل ولم أقم بأي شيء مخالف للقوانين، لقد دفعت هذه العائلات مبالغ رمزية نظير تنقلها ولم تتنقل مجانا، كما أنها لم تستفد من أي تكفل مادي من طرف اللجنة الأولمبية وتحملت مصاريفها في البرازيل»، مضيفا: «شكون الفحل اللي يقدر يقابلني ويقول إنه دفع سنتيم واحد على زوجتي وأولادي»، وتابع: «حياتي كاملة قضيتها في الرياضة واليوم بعد أن أصبحت جدا أنتظر من يدفع لعائلتي 4 دورو للتنقل إلى ريو، هذا غير معقول». هذا واعترف ذات المتحدث بموافقتهم على بعض التجاوزات المالية التي لم تتعد الـ60 أورو في بعض الحالات لفائدة الرياضيين مراعاة لمصلحة الجزائر بتوصية من المسؤولين في الدولة: «لقد وافقنا على بعض ما تسمونه تجاوزات لم تتجاوز الـ50 أو 60 أورو في حالات قليلة استفاد منها بعض الرياضيين لأسباب طارئة مراعاة لمصلحة الوطن والرياضة الجزائرية، وهذا بأمر من الوزارة المعنية والمسؤولين في الدولة لوضع الرياضيين في أفضل الظروف».
«قولو لنا من اختلس لقطع يده والجزائر الوحيدة التي فيها الحقد والحسد»
وعن الاتهامات الموجهة إليه شخصيا وإلى المسؤولين عن الرياضة باختلاس أموال التحضيرات ووضع الرياضيين في وضعيات مزرية، قال: «قولو لنا من اختلس لقطع يده، هذا كلام فارغ وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، اللجنة الأولمبية فيها أبطال ورجال ونساء شرفاء لا يمكنهم مد أياديهم إلى أموال الدولة»، مضيفا: «الجزائر هي البلد الوحيد الذي نرى فيه الحقد الحساد الذين لا يريدون الخير للرياضة الجزائرية ويحاولون تكسير الحركة الرياضية الجزائرية، مكتوب على الجزائر أن تعيش مع مثل هؤلاء الأشخاص الذين يهاجموننا، لأن اللجنة الأولمبية لم ترضخ إلى الشونطاج والضغوطات وبقيت تسير مستقلة وتحملت كامل مسؤوليتها حتى بعض النقائص، نحن نتحمل المسؤولية فيها لأننا كنا مستقلين ولم يتدخل أي كان في عملنا وفي تسييرنا للوفد والرياضيين في ريو دي جانيرو».
«العائلات استأجرت طاكسي من أموالها لأداء صلاة الجمعة وتشجيع الرياضيين»
كما أوضح رئيس البعثة الجزائرية في أولمبياد «ريو دي جانيرو»، أن أفراد العائلات والتي تنقلت مع الوفد استأجرت سيارات أجرة من أموالها الخاصة للتنقل إلى المسجد وأداء صلاة الجمعة وكذا تشجيع الرياضيين في المنافسة الأولمبية، وأشار المتحدث نفسه إلى أن أعضاء لجنة التحضير للأولمبياد مجرد متطوعين لم ينالوا أي أجرة على عملهم، وأردف في هذا الشأن: «عمار براهمية ليس شياتا ولكنني أقول كلمة الحق، فالوزير الأول ساندنا هو ووزير الشباب والرياضة واتصلوا بنا للاطمئنان وتشجيعنا شأنهم شأن مصطفى بيراف رغم مرضه، ثم أنه علينا ذكر أعضاء لجنة التحضير المتطوعون والذين لم يقبض أي منهم أي سنتيم نظير العمل الذي قام به، لقد أفطروا في بعض أيام رمضان على كأس ماء فقط لالتزاماتهم الكبيرة لوضع الرياضيين في أفضل الظروف التحضيرية المادية والمعنوية».
«شركة الملابس الصينية الوحيدة التي قبلت بنا وأول مرة الرياضيين كانوا أنيقين»
كما كشف المتحدث نفسه، أن شركة الملابس الصينية «بيك» هي الوحيدة التي وافقت على تمويل الوفد الجزائري بالألبسة الرياضية بعدما رفضت شركات عالمية الأمر، وحتى وساطة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف» لدى الشركة الراعية لـ «الخضر» لم ينفع، مصرحا: «الكثيرون انتقدوا اللباس الرياضي ونوعيته ولكن لا أحد يعلم أن الشركة الصينية هي الوحيدة التي قبلت بتمويلنا وكل الشركات العالمية التي تفاوضنا معها رفضت الأمر، فمثلا شركة «نايك» قبلت بتمويل رياضي ألعاب القوى فقط وهذا ما رفضناه، فيما لم تنفع وساطة رئيس الفاف محمد روراوة في إقناع مسؤولي شركة أديداس بتمويلنا ولم نجد حلا غير الشركة الصينية لأن مستوانا لا يجلب الرعاة لذلك علينا شكر الممولين المحليين الذي ساعدونا ومن بينهم أعضاء من عائلتي»، مضيفا: «من جهة أخرى، هناك عدة إيجابيات فلأول مرة في تاريخ مشاركاتنا ظهر شبابنا بصورة أنيقة بفضل اللباس الرسمي الموحد الذي خصص للوفد وهذا أمر لم يكن من قبل».
«من هاجمني يشجع تناول المنشطات»
هاجم براهمية منتقديه وقال: «هناك مدرب يشجع على تناول المنشطات يستهدفني، مردفا: «لقد سافر معنا المدرب الموقف بسبب المنشطات ضمن البعثة، فقانون اللجنة الأولمبية الدولية القاضي بمنع أي شخص متورط من التنقل ضمن البعثات الأولمبية لا يطبق في كل البلدان ومنها الجزائر، فهو مدرب وليس رياضي».
«تحصلنا على 21 مليارا من أصل 31 ولا يوجد ضمن الوفد من صرف من جيبه»
هذا وأشار برهمية إلى أن هيئة الرئيس مصطفى بيراف تكفلت بجميع مصاريف تحضيرات الرياضيين المتأهلين إلى الألعاب الأولمبية وتربصاتهم على مدار سنتين، والتي كلفت الخزينة مبلغ 154 مليون دينار جزائري، موضحا أن المبلغ الإجمالي بين التحضيرات والمشاركة في الألعاب الأولمبية الذي وصل إلى 31 مليار سنتيم لم تتسلم منه اللجنة الأولمبية سوى 21 مليارا قبل التوجه للمنافسة واستفادت من الباقي بعد العودة: «لم يدفع أي رياضي أو فرد من الوفد من جيبه الخاص، وكل من دفع تذاكر الطائرة عوضنا له مباشرة عند وصوله إلى ريو، وأتحدى أيا كان أن يأتي بالبرهان أنه دفع من جيبه ولم نعوض له، لقد صرفنا 154 مليون دينار جزائري لتحضير 150 رياضي لموعد ريو على مدى سنتي 2015 و2016، ثم أن مبلغ الـ31 مليار سنتيم لم نتحصل على الـ10 مليار المتبقية منه سوى يوم السبت الماضي».
«كل الرياضيين تحصلوا على 50 دولارا يوميا كمصاريف المهمة «
أوضح منشط الندوة الصحافية، أمس، أن كل الرياضيين الجزائريين المشاركين في الألعاب الأولمبية الأخيرة وأعضاء طاقمهم الفني بالإضافة إلى أعضاء اللجنة الأولمبية الجزائرية، تحصلوا على مبلغ 50 دولارا لليوم الواحد، التي تمثل مصاريف المهمة الخاصة بالمشاركة في الموعد الرياضي الأولمبي، وهذا بداية من تاريخ 27 جويلية الفارط وإلى غاية عودتهم إلى الجزائر بعد نهاية المنافسة، مشيرا إلى أنه المبلغ نفسه الذي استفاد منه، شخصيا، كرئيس للبعثة الجزائرية.
«تحضيرات بورعدة كلفتنا 60 ألف دولار»
كشف براهمية، أن اللجنة الأولمبية الجزائرية تكفلت بتحضيرات وتربصات رياضي العشاري، العربي بورعدة، التي بلغت 60 ألف دولار، ما يفوق 600 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية، إضافة إلى تكفل هيئة بيراف باقتناء خمس زانات للرياضي للمشاركة في الأولمبياد: «لقد تكفلنا بكل عمليات وتربصات بورعدة وكلفتنا 60 ألف دولار، حيث أقام تربصات في فرنسا وإسبانيا كما اقتنت له اللجنة الأولمبية خمس زانات التي شارك بها في الأولمبياد»، مكذبا الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر بخصوص استقلال ذات الرياضي لسيارة أجرة للعودة إلى القرية الأولمبية بعد نهاية المسابقة: «كل ما قيل حول عودة بورعدة في سيارة طاكسي كذب وافتراء، لقد أرسلنا له سيارة خاصة للعودة إلى القرية الأولمبية وكل ما حدث أن السيارة تأخرت عنه بـ5 دقائق فقط وهذا لا يدعو إلى تضخيم الأمور».
«مخلوفي جبتو من سوق أهراس وراه يطرش برك»
أما عن مخلوفي، الذي دربه براهمية في بداياته، قال هذا الأخير: «مخلوفي وليدي وبطل عالمي كبير، الرياضي يسلك راسو لما يخسر السباق وهو ما فعله مخلوفي، راهو يطرش برك، هذا العداء وليدي وأنا جبتو من سوق أهراس ماكانش اللي يعرفو وأصبح بطلا كبيرا ومن ينتقدني بسببه اليوم أريد منه أن يقابلني، لأنني لما طالبت بمصاريف تحضيراته سنة 2009 هناك من اعترض بسبب أنه ليس أهلا للمشاركة في الألعاب الأولمبية وبعد نيله ذهبية لندن أصبح الجميع يتحدث عنه ويريد الاستثمار في تفوقه».
«مخلوفي وبورعدة استفادا من سيارتين خاصتين وكل واحد يتحمل مسؤولية تصريحاته»
كشف رئيس النادي الهاوي لمولودية الجزائر، أن صاحب فضيتي 800 متر و1500 متر في الأولمبياد إضافة إلى بورعدة، الخامس في رياضة العشاري، استفادا من سيارتين خاصتين في «ريو» للتنقل بحرية، وصرح: «مخلوفي وبورعدة الوحيدين اللذان استفادا من سيارتين خاصتين بسائقين في ريو للتنقل بكل حرية والتركيز على المنافسات فقط لحصد الميداليات، وهو ما لم يذكره أحد»، واستطرد: «لا يمكنني التحكم في تصريحات الرياضيين وما يقولونه ولكن على كل واحد أن يتحمل مسؤولية ما قاله وصرح به».
«حصد الميداليات ليس دورنا وشرفنا سمعة الجزائر «
وعلى صعيد المشاركة الجزائرية، أبدى براهمية رضاه عن النتائج المسجلة والعودة بميداليتين فضتين اللتان أحرزهما مخلوفي، مدافعا عن اللجنة الأولمبية التي ليس دورها حصد الميداليات، حسبه: «اللجنة الأولمبية ليس دورها حصد الميداليات بل مساعدة ومساندة الاتحاديات الرياضية ونحن راضون عن النتائج المحققة والجزائر عادت بميدايتين فضيتين، أحب من أحب وكره من كره وهذا يكفينا، لقد احتلت الجزائر المركز 62 وتركت خلفها أكثر من 145 دولة منها من لهم إمكانيات أضعاف ما نملكه مثل مصر وقطر وتونس والمغرب»، مستطردا: «لقد شرف رياضيونا سمعة الجزائر عكس بعض دول الجوار التي لا يزال بعض من أفراد بعثتها يقبع في سجون البرازيل بسبب الفضائح الأخلاقية»، كما تحدث رئيس البعثة الجزائرية عن مشاركة الملاكمين وصرح: «هناك ملاكمون بطالون بالفعل وهذا تقصير منا لكن عليهم الافتخار لأن هؤلاء البطالون نجحوا في افتتاك المركز الخامس رغم ظلم الحكام وتجاوزوا بلدان لها اسم كبير في عالم الملاكمة». وختم براهمية بالتأكيد على عزم الدولة على بداية التحضير باكرا للألعاب الأولمبية المقبلة المقررة سنة 2020 بطوكيو اليابانية، مثلما أكده الهادي ولد علي، وزير الشباب والرياضة.

By