الحرب بين مُناصري الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد وأجهزة آيفون بنظام آي أو إس iOS لا تنتهي أبدًا، ولا يُمكن أن يتفوق طرف على الآخر مهما تقدّم الزمن، فالنظامين يقفون على أرض صلبة جدًا منعت شركات مثل بلاك بيري أو حتى مايكروسوفت من التقدّم ولو بخطوات صغيرة.
نظام أندرويد يتميّز بالحرية الزائدة في بعض الأمور، وهو سلاح ذو حدّين بكل تأكيد، فالحد الناعم منه يصب في صالح المُستخدم، أما الطرف الحاد جدًا فهو خطير لذلك رأت آبل أن تقييد بعض الحُريات هو الحل الأمثل لتجنّب عواقب هذه الأمور.
وتتوفر في نظام أندرويد مجموعة من الميّزات التي تسمح بإتمام بعض المهام بطريقة مثالية، ولا يُمكن حتى الإصدار 9.2 في نظام آي أو إس القيام بها، ولا يُتوقع أن يستطيع المُستخدم أن يقوم بها في القريب العاجل.
- تصوير الشاشة
تتوفر في متجر جوجل بلاي لنظام أندرويد مجموعة كبيرة جدًا من التطبيقات التي تسمح بتسجيل الشاشة بالفيديو دون الحاجة للاستعانة بالحاسب أبدًا، ولعّل تطبيق ADV Screen Recorder من أبرزها، فكل ما يحتاجه المُستخدم هو تشغيل التطبيق والضغط على زر بدء التسجيل ليتم تخزين الفيديو الناتج في ألبوم الصور لمشاركته على الشبكات الاجتماعية أو يوتيوب بكل سهولة.
هذه الميّزة تُفيد أحيانًا في شرح بعض المشاكل بكل سهولة، فعوضًا عن كتابة المُشكلة يدويًا يقوم المُستخدم بتسجيلها بالفيديو وإرسالها وهي طريقة أوضح، دون نسيان تسجيل الألعاب أو غيرها الكثير من الاستخدامات.
نظام آي أو إس توفّرت له تطبيقات لهذا الغرض لكن لتحميلها يجب تثبيت متجر غير نظامي، وبالتالي ترتفع احتمالية وجود تطبيقات خبيثة تؤدي إلى سرقة البيانات أو إصابة النظام بشكل كامل.
- قراءة التنبيهات ورسائل النظام
يُمكن للتطبيقات في نظام أندرويد الحصول على صلاحيات أكبر مُقارنة بنظام آي أو إس، وبالتالي ظهرت تطبيقات مثل Audify Notification Reader لتسهيل حياة المُستخدم.
التطبيق السابق يقوم بقراءة التنبيهات الواردة للمُستخدم، فعند وجود تنبيه حول رسالة أو تعليق جديد في فيس بوك، يقوم التطبيق بقراءة التنبيه صوتيًا، وهي ميّزة مفيدة جدًا عند القيادة أو ممارسة الرياضة واستخدام سمّاعات الأذان، ويُمكن اعتبار تطبيق مثل هذا أداة تُغني بشكل كامل عن اقتناء الساعات الذكية.
في المُقابل، لا يسمح نظام آي أو إس بهذا الخيار، لكن توفرت بعض التطبيقات لهذا الغرض، فهي تقرأ الأخبار الصادرة يوميًا بشكل صوتي فور صدورها، لكنها تتعامل مع مؤسسات نشر مُحددة، وبالتالي لا يُمكن للمستخدم سوى اختيار بعض المصادر.
- تعديل واجهات النظام
بالحديث عن الحرية، يسمح نظام أندرويد بتعديل واجهات النظام من خلال استخدام واجهات لانشر Launchers جديدة، وهي تُضيف مجموعة من الميّزات الكثيرة.
بعض الواجهات تقوم مثلًا بعرض التنبيهات على شاشة القفل للتحكم بها بصورة أكبر، وبعضها الآخر يقوم بتصنيف التطبيقات حسب النوع ضمن تبويبات، وبعضها الآخر يخفي التطبيقات ويسمح باستخدام تطبيق واحد فقط، وهذه مُجرّد أمثلة بسيطة على ما يُمكن القيام به من خلال اللانشر.
نظام آي أو إس لا يملك هذا الخيار، ولن يملكه في القريب العاجل، وبالتالي سقف التعديلات الذي يُمكن القيام به هو إنشاء مُجلّدات لترتيب التطبيقات وتغيير الخلفية، وهذا كُل شيء.
- شمولية التطبيقات
سنبدأ مع نظام آي أو إس iOS الذي يُغلّف كل تطبيق في صندوقه الخاص ولا يُمكنه محادثة أي تطبيق بشكل مُباشر إلا من خلال بعض مكتبات النظام الذي ما زالت محدودة حتى الآن، لكن في المُستقبل بكل تأكيد سيتم فتحها وتوسعة الصلاحيات بشكل أكبر.
في أندرويد الصندوق أوسع والحبائل بين التطبيقات موجودة بالفعل مع بعض الحذر لكن هذا لا يمنع أن هذه الميّزة أفضل في أندرويد.
استخدام شمولية التطبيقات مُميّز في تطبيقات المُحادثات الفورية التي لا حصر لها في الآونة الأخيرة. واتس اب، تيليجرام، فيس بوك مسنجر، الرسائل النصية القصيرة وغيرها الكثير، فباستخدام تطبيق واحد يُمكن الجمع بين هذه التطبيقات لتجنّب التشتت وضياع الوقت في الانتقال من تطبيق للآخر.
- متجر التطبيقات ليس المصدر الوحيد
هذه من أخطر الميّزات التي يتفوق بها نظام أندرويد، فالمُستخدم بإمكانه تحميل أي تطبيق من الإنترنت ونقله للجهاز وتثبيته بكل سهولة، بينما في آيفون متجر التطبيقات آب ستور هو الفيصل، مع وجود إمكانية بتخطّي هذا القيد من خلال فك قفل الجهاز Jail Break.
الخطر من هذه الميّزة يأتي من التطبيقات الخبيثة التي قد تبدو للوهلة الأولى سليمة، فتحميل الملف المصدري لتطبيق واتس اب من الإنترنت ثم نقله للجهاز قد يعرض الجهاز للخطر، لأن أي شخص بإمكانه زرع بعض الشيفرات الخبيثة داخل الملف المصدري وتوزيعه، وبالتالي يظهر التطبيق بهيئة سليمة لكنه في الخفاء لا يُمكن حصر ما يُمكن القيام به.
مقالي غير مُوجّه لتفضيل نظام على الآخر، فأنا استخدام آيفون منذ عام 2008 وحتى هذه اللحظة، وبالتالي لا أفضل على المُستوى الشخصي نظام أندرويد، لكن الهدف من المقال إيضاح بعض الأفكار والميّزات الموجودة في أندرويد إذا كُنت تتجه لشراء هاتف جديد ولا تدري بماذا يتفوق أندرويد على آي أو إس، أو آي أو إس على أندرويد.
كل شخص لديه ذوقه الخاص، ولديه احتياجاته الخاصّة، ولهذا السبب وجد التنوّع. إن كانت مهامك مُحددة على الجهاز ولا تتوقع أن تحتاج إلى المزيد فنظام آي أو إس جيّد إلى جانب أندرويد. أما إذا كُنت من مُحبي التغيير والحصول على ميّزات جديدة باستمرار عن طريق تثبيت بعض التطبيقات، فإن نظام أندرويد هو الأمثل.
الى هنا ننتهي من هذه التدوينة حتى وانني لم أذكر حتى نصف هذه المميزات، ننتظر تعليقاتكم وأي تساؤل ستجدوني في الخدمة.