تجددت الانتقادات الصحية الموجهة لأكثر الأدوية استعمالا في علاج داء الصرع لدى الأطفال والنساء الحوامل، والذي يعرف انتشارا كبيرا في الجزائر حسب شهادة الأطباء والصيادلة، حيث منعت وزارة الصحة الفرنسية صرف هذا الدواء للنساء الحوامل، بعد الدراسة الطبية المعمقة التي قامت بها الوكالة الوطنية لسلامة الدواء بفرنسا، والتي شملت 10 ألاف امرأة حامل في الفترة الممتدة مابين 2007 و2014.
وكانت النتائج صادمة حول المضاعفات الصحية الخطيرة لهذا الدواء على صحة الأجنة والمواليد الجدد، حيث أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن تسبب الدواء في عيوب خلقية واضطرابات في النمو لدى 450 جنين، ما دفع الوزارة الوصية إلى وقف وصف هذا الدواء للنساء الحوامل بعد الأضرار الصحية الجسيمة التي تسبب بها، وهذا ما دفع الأطباء في فرنسا إلى القيام بمؤتمرات صحية للكشف عن خطورة هذا الدواء الذي يعرف انتشارا كبيرا في الجزائر، باعتباره من أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج أعراض الصرع.
وفي هذا الإطار كشف البروفسور مصطفى خياطي في تصريح للشروق أنه اطلع عن كثب على الصحة التي أحدثها دواء "دوباكين" في فرنسا والعديد من الدول لتأثيراته السلبية على صحة الأجنة، مؤكدا أن هذا الدواء يعتبر من أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء للأطفال الذين يعانون نوبات الصرع بسبب الخطورة التي يتسبب فيها كلا من دواء "الفاليوم" و"الكاردينال" ولم يتم إلى حد الساعة تسجيل أي مضاعفات سلبية على الأطفال، غير أن الإشكال يكمن حسب خياطي لدى النساء الحوامل الذين يعانين نوبات صرع، حيث يؤثر هذا الدواء على صحة ونمو الأجنة ما يجعل تناوله خطيرا جدا دون استشارة الأطباء.
وفي ذات السياق أكد خياطي أن الكثير من الأطباء في الجزائر لا زالوا يصفون هذا الدواء للنساء الحوامل رغم خطورته بسبب ضعف تكوينهم المتواصل وعدم اطلاعهم على جديد التأثيرات الدوائية، وهذا ما يجعل الكثير من الأدوية التي تم منعها في العديد من الدول المتقدمة توصف في الجزائر رغم تأثيراتها القاتلة.