مارد الجن 8

 الفصل الثامن 


حينما وضعني حمدان في خيارين لا ثالث لها اما ان اصمت على علمي بقتل عمي او ان ارضي بأن اكون انا ووالدتي ووالدي الضحيه فقررت بكل عقلانيه وبعيدا عن اي عواطف ان الخيار الاول هو الاقل ضررا...
تمنيّت حقيقة ان يكون التنفيذ بأسرع من اليومين المتبقيه لأن الخوف من القادم اشدّ هولا من القادم بذاته !!!

اجتمعنا في غرفة الجلوس وكانت تلك الايام ايام حرب عاصفة الصحراء وكان الناس مشغولين ومشدوهين بتحرير الكويت والناس ببين مؤيد ومعارض لصدام وفجأة قطع التحليلات السياسية التي كانت تدور بين امي وابي صوت الجرس فقام احد اخوتي مسرعا ليفتح الباب ولكنه رجع مصفّر الوجه تبدو عليه علامات الخوف فقال والدي وش فيه ياولد ؟؟!! اجاب اخي بخوف وارتباك حمدان عند الباب فنهض والدي مسرعا لكي يرحب بالضيف حتى وان كان حمدان ..
ادخله والدي المجلس وقررت انني لن اذهب لأرى حمدان فأنا حقيقة لا اريد ان ارى وجه من اوردني كل تلك الاهوال ولازلت احس احساسا قطعيا ان حمدان هو من زرعني في هذه المنطقة الشائكه وليس حبريت كما يدعي ..

وبينما انا اقلّب فكرتي في رأسي اذا صوت والدي يدعوني تعال يافلان عمك حمدان يبغى يزورك سمع انك تعبان ..
خرجت متثاقلا ورحبت بالهم حمدان وليس العم حمدان فهو فعلا هم ثقيل وقابلني بابتسامة صفراء باهته وكأنه لم يزف اليّ بشرى قتل عمي قبل ساعات !!! ما اقسى قلبك ياحمدان !!!

جلست انظر الى حمدان بحقد وخوف من مصير مجهول وايام قاتمه سوداء فجلس يتحدث هو ووالدي عن تحرير الكويت وعن انهزام جيوش صدام فقال حمدان وهو ليس يتحدث معلومات تحليله فقط بل لديه اعتقد بعض الامور التي كنا نجهلها في ذلك الوقت واذكر انه قال لوالدي ان طال فيك عمر يا ابو فلان راح تشوف صدام في حالن رخيص !!! وترىملكنا باقي له 15 سنه !!! خمس منها واقف وخمس منها على عصا وخمس منها على كرسي والله على ما اقول شهيد ان هذا كلام الرجل .. لم اعطي الموضوع بالا لان عمي كان يشغل كل تفكيري وكنت في حالة يرثى له فقد اقترب موعد التنفيذ ويوم غد سيقتلون عمي وحمدان يتحدث عن ازمة الخليج !!!
خرج والدي ليطلب من امي اعداد وجبة طعام تليق بالضيف المكروه في القريه ولكن يبقى ضيف والكل يخاف منه اصلا فضلا عن كونه ضيف!!
وما اسعد تلك اللحظات في حياتي حين قال لي حمدان ابشرك ان حبريت ماراح يقتل عمك وان هذا كان اختبار من الملك لك يشوف انت كفو مايعدّك له ام انت مجرد صبي لا يستحق اختيار حبريت !!!
وقعت كلمات حمدان علي مثل وقع المطر على الارض اليابسه فرحت وكدت اصرخ من فرط نشوتي لولا دخول والدي ...
تماسكت نفسي استأذنت والدي في ان اخرج لأرى اصدقائي فقال كيف تروح والرجال عندنا جاي يزورك فقال حمدان خله يروح !!
وافق والدي وخرجت مسرعا الى بيت عمّي الذي كنت احسبه من الاموات وطرقت الباب بشده ففتح الباب عمي ومد يدّه لكي يصافحني مرحبا فلم انتظر مدّة يده بل طوقت رأسه بين ذراعيّ وقبّلته على جبهته بكل حب وفرحه !!!
استغرب عمي وقال اتفضل قلت لا بس جيت اسلم عليك , قال طيّب بشرني كيف صحتك قلت ابشرك بخير ...
قال ادخل ياولدي قلت شكرا بروح اشوف للمزرعه الفلانيه حقتنا ... قال اروح معك !!!
فقلت لا انا بروح لوحدي .. قال الله معك ياولدي !!!!
خرجت اذرع شوارع القريه ذهابا ومجيئا ... وكأنني سجين انطلق من عقوبة السجن المؤبد ..
رجعت للمنزل ووجدت والدي اكثر فرحا وسرورا قال اتصدق ياولدي ان حمدان هذا طيب !!
ماسرّ هذه التطور العجيب في علاقة والدي بحمدان !!!
قال يوم جاء يزورك علّمني سبب مرضك وقال انه عالجك وحنا ماندري ....
قلت انا بفضول وش قال ان سبب مرضي؟؟؟ قال يوم الله عطاك العافيه الحمد لله !!!
بدأت التساؤلات تدور في رأسي مالذي قال حمدان لوالدي ؟؟
لم اعد استطيع ان اصبر حتى الليل لأعرف حقيقة ماقال حمدان لوالدي ....
قررت ان اذهب لصندقة حمدان واسأله عن سرّ الحديث الذي دار بينه وبين والدي ....
خرجت بعد صلاة المغرب الى صندقة العم ّ حمدان ...
وحينما كنت في طريق الصندقه فكرت مرارا في ماحدث لصديقي محمد قبل سنوات في هذا الطريق ...
وهل يمكن ان اكون انا الضحية القادمه !!

هل هذا التصرف صحيح ام هو خاطىء ..
وحينما كنت في دوامة التفكير واذا بشخص يمسكني مع كتفي فألتفت اليه واذا هو حمدان مبتسما فقبلت رأسه وقلت خوفتني ياعم حمدان ..
فقال ياولدي انت لازم تنسى شي اسمه الخوف من حياتك كلها ... قلت طيّب ياعمّ حمدان وش قلت لأبويه لأنه يقول انك عالجتني قال قلت له انه كان عندك مسّ واني طلّعته منك واعطاني 200 ريال ورفضت ان اخذها وقلت له انه اعز واحد عندي من اهل القريه واني سويت له هذه الخدمه بدون مقابل لأنني اقدره ..
وهنا تفهّمت سرّ اعجاب والدي وسروره بحمدان ..
قلت ياطيب ياعم حمدان صدق عمي ماراح يقتله حبريت .. قال حبريت يثني على شجاعتك ويقول انك اصبر انسان في سنّك .... قلت ياعم ّ حمدان وش يبغى مني حبريت وش الموضوع الكبير اللي تقول انه يبغاني فيه ..
قال ياولدي هذا شيء يحددّه حبريت واللي يقول لك هو حبريت ..
انما حبريت ارسل لك هديه .. فقلت هديه ؟؟!!!
قال نعم هديه ..
قلت وش الهديه قال عطاك الخاتم اللي تمنّيته وطلبته ويقول لك انتبه ثم انتبه ثم انتبه ان ينتبهون الناس للخاتم .. ولا تسوي شيء تخلّي الناس يشكون فيك .... وعشان اكون صريح معك اكثر حبريت يبغى يختبر قدرتك في ضبط نفسك اذا اصبحت تمتلك قوه !!!
فهمت كل هذد التوصيات بقلبي وعقلي من العم ّ حمدان وكررت راجعا الى منزلي كي لا يفتقدني اهلي ولكن هذه المره رجعت محمّلا بهدية من الخاتم !!!
تذكرت وانا في الطريق ان والدي من اكثر الاشخاص الذين يعارضون لبس الرجل للخاتم اذن سوف اتعرض لمشاكل من والدي ..
رجعت ووجدت حمدان ينتظرني ضاحكا قال اعلم لماذا رجعت !!
قلت والدي يعارض ... فقال لا تكمل اعلم ذلك وقد اخبرت والدك انني سوف اعطيك خاتما يمنعك من المسّ وقد وافق على الفكره ...
كم انت دقيق ياحمدان تعلم ادقّ تفاصيل حياتنا ...
رجعت الى البيت مسرورا وقررت ان استخدمه في اشياء كثيره ولكن كل امره استبعد الفكره لانني لا اريد ان اثير حبريت ويمنعني من الخاتم العجيب..
حينما رجعت الى المنزل وجدت والدي واقفا ينتظرني وقد اصابه قلق عليّ فقال وين كنت قلت قابلت حمدان...
قال اعطاك الخاتم قلت ايه ورفعت اليه يدي ليرى الخاتم فيها ..
قال انتبه لايضيع منك وانا ابوك قلت ابشر ..
قال حمدان قال لك شيء قلت لا بس قال البس الخاتم وما اشيله عن ايدي ..
قال الله يوفقك ياولدي ويحفظك من كل مكروه ...
قررت ان استخدمه اول مره مع اخي الذي كان يعاندني كثيرا حينما اطلب منه اي امر بسيط في البيت ...
دخلت وجدته يقلّب في كتيه قلت ياخي انت ملقوف ماهم عطونا اجازه عشان الحرب ليش تذاكر انت ووجهك !!
قال مدري طفشان قلت اقلب في الكتب ..
قلت جب لي مويه ... قال عندك رجول !! رح خذ مويه ...
فمديت يدي لكي اصافحه وقال وش فيه؟؟ وش تبغى ؟؟؟قلت سلّم..
قال لا تشد يدي قلت ابشر ..
صافحته وشددت على يده قليلا لأتاكد من مفعول الخاتم ... وانه فعلا لامس يده ....
ثم نزعت يدي قلت جب لي مويه تكفى
وقف وقال تبغى بارد مره او نص ونص!!!
قلت لا جب نص ونص قال ابشر !!!!
وقررت الخاتم في امور كثيره وتصفية حسابات لي في القريه ...
كل احداث الخاتم ستجدونها في الفصل القادم ...
By