شركة أبل (Apple Inc.) هي شركةٌ أمريكيةٌ متعددةُ الجنسياتِ تعملُ على تصميم وتصنيع الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الكمبيوتر. تشملُ منتجاتُ الشركةِ الأكثرُ شهرةً أجهزة َحواسيب ِ"ماكينتوش"، والجهاز الموسيقي "آي بود" (iPod) والجهاز المحمول "آي فون"(iPhone). وتتضمن برامج شركة أبل نظامَ التشغيل "ماك أو إس عشرة" (Mac OS X)، ومتصفحَ وسائل الإعلام "آي تونز" (iTunes)، ومجموعةَ "آي لايف" (iLife) لبرمجيات الوسائط المتعددة والبرمجيات الإبداعية، ومجموعةَ "آي وورك" (iWork) للبرامج الإنتاجية، وبرنامجَ التصميم "فاينال كات ستوديو" (Final Cut Studio)، والجهاز المحمول "آي باد"(iPad). ومجموعةً من المنتجات البرمجية لصناعة الأفلام والمواد السمعية، ومجموعةَلوجيك ستوديو للأدوات السمعية. تدير شركة أبـل أكثر من مئتين وخمسين متجرا من متاجر التجزئة في تسعة بلدان، ومتجرا على شبكة الإنترنت تباعُ عليهِ الأجهزةُ والمنتجاتُ البرمجية.
أنشئت الشركة في كوبرتينو، كاليفورنيا في الأول من نيسان عام 1976، وأدرجت في الثالث من يناير لعام 1977.[7] ظلت تُسَمى شركة أبل كمبيوتر المحدودة (بالإنجليزية: Apple Computer, Inc.) للسنوات الثلاثين الأولى، ولكنها تخلت عن لفظة "كمبيوتر" في التاسع من يناير لعام 2007[8]، لتعكس توسع الشركة المستمر في سوق الالكترونيات الاستهلاكية، بالإضافة إلى تركيزها التقليدي على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.[9] للشركة ما يقرب من 35000 موظفا حول العالم، [10] وكانت مبيعاتها السنوية عالميا 32.48 مليار دولار أمريكي في السنة المالية المنتهية في التاسع والعشرين من سبتمبر، عام 2008.استطاعت شركة أبل أن تكتسب سمعةً فريدةً في صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، لأسباب ٍ متعددة منها فلسفتها للتصميم الجمالي الشامل لحملاتها الإعلانية المميزة. كما تملك الشركةُ قاعدةً من العملاء المتفانين للشركة وعلامتها التجارية، لا سيما في الولايات المتحدة.[12] أسمت مجلة فورتيون (Fortune magazine) شركة أبل الشركة الأكثر إثارةً للإعجاب في الولايات المتحدة عام 2008، وفي العالم عام 2009
1976 - 1980: السنوات الأولى
أسست شركة أبـل في الأول من نيسان، عام 1976، على يد "ستيف جوبز" و"ستيف وزنياك" و"رونالد وين"،[15] لبيع الحواسيب الشخصية المسماة "أبل-1".كانت هذه الحواسيب مصنوعةً بــيد وزنياك،[16][17] وعُرضت للجمهور أول مرةٍ في نادي "هومبرو" للحواسيب.[18] وكانت هذه الحواسيب تباع كـلوحةٍ أم (Motherboard): بوحدة معالجة مركزية(CPU) وذاكرةً للوصول العشوائي (RAM) ورقائق الفيديو- النصي الأساسية، وهذه الأجزاء بالطبع أقل مما نعتبره حاسبا شخصيا في يومنا الحاضر.[19] بدأ بيع حواسيب أبل-1 في يوليو 1976، وكان سعر السوق للواحد من هذه الأجهزة 666.66 دولارا أمريكيا. (أي حوالي 2.5 ألف دولاراً بالقيم الحديثة)
1981 – 1985: جهاز "أبل-ليزا" وجهاز الماكنتوش
بدأ ستيف جوبز في العمل على جهاز "أبل-ليزا" في 1978، ولكنه أُخرج من فريق ليزا في عام 1982 بسبب الخلافات الداخلية، وسيطر بدلا من ذلك على مشروع "جيف راسكين" للحواسيب قليلة التكلفة "ماكنتوش". فاندلعت حربٌ بين "قمصان الشركات" العاملين على مشروع ليزا، و"قراصنة جوبز" العاملين على مشروع ماكنتوش، حول المنتج الذي سيصل إلى السوق أولا لينقذ شركة أبل. فاز جهاز ليزا بالسباق في عام 1983، وأصبح أول حاسوبٍ شخصي يباع للعامة بواجهةٍ جرافيكية مُستخدِمية "جُوُي"، ولكن المشروع فشل تجاريا، نظرا لارتفاع التكلفة ومحدودية البرامج المتاحة.
في عام 1984، أطلقت شركة أبل حاسوب الماكنتوش، وكان ذلك من خلال الإعلان الشهير "1984"، والذي كان بقيمة 1.5 مليون. كان الإعلان من إخراج ريدلي سكوت، وأذيع خلال الربع الثالث من مباريات دورة السوبربول الثامنة عشر، في الثاني عشرين من يناير، 1984،وهو الإعلان الذي يعتبر الآن حدثا فاصلا في نجاح شركة أبل،[36] و"عملا رائعا"
1986-1993: صعود وهبوط
علمت أبل العديد من الدروس المؤلمة بعد طرح جهاز الماكنتوش المحمول الضخم في عام 1989، فقامت بطرح جهاز باوربوك في عام 1991، الذي وضع أساسا للشكل حديث والتصميم المريح للكمبيوتر المحمول.[43] تم تصميم الماكنتوش المحمول ليكون على نفس القدر من قوة الماكنتوش المكتبي، فكان يزن المحمول 17 رطلا، ومدة حياة بطاريته 12 ساعة. باعت شركة أبل أقل من 100000 وحدة محمولة منه.[بحاجة لمصدر] أما حاسوب باوربوك المحمول، فكان وزنه 7 أرطال، وكان عمر بطاريته 3 ساعات، وباع بقيمة مليار دولار خلال السنة الأولى.[بحاجة لمصدر] في العام نفسه، قدمت شركة أبل نظام سبعة (System 7)، والذي كان تحديثا رئيسيا لنظام التشغيل، حيث أضاف الألوان إلى واجهة العرض وقدراتٍ جديدةٍ لربط الشبكات. ظل هذا النظام الأساس التصميمي لنظام التشغيل ماك حتى عام 2001.
1994-1997: محاولات إعادة الاختراع
بدخول أوائل التسعينات، كانت أبل تطور منصاتٍ بديلة للماكينتوش، مثل منصة "إيه.\ يو. العاشر." (A/UX). فقد كانت منصة الماكنتوش أصبحت باليةً لأنها لم تصنع من أجل القيام بمهام متعددة، ولذا قامت الشركة ببرمجة عددٍ من البرامج الرئيسية على الأجهزة مباشرةً.بالإضافة إلى ذلك، كانت أبل تواجه منافسةً من بائعي "نظام التشغيل/الثاني" (OS/2) ونظام التشغيل "يونيكس"(UNIX)، مثل شركة صن مايكروسيستمز. فكان من الضروري الاستعاضة عن الماكنتوش بمنصةٍ جديدة، أو إعادة صياغة منصة الماكنتوش لتشغيلها على أجهزةٍ أكثر قوة
ي عام 1994، تحالفت شركة أبل مع شركة "آي بي إم" وشركة وموتورولا في تحالف "إيه. آي. إم" (AIM). وكان الهدف خلق منصة حوسبةٍ جديدة (منصة المرجع "باور بي.سي.")، والتي ستستخدم أجهزة موتورولا و"آي.بي.إم"، مقرونةً ببرمجيات أبل.كان أمل التحالف بين الشركات الثلاثة أن يسبق أداء منصة "بريب" عندما يقترن ببرامج أبل الحاسبَ الشخصي لشركة "مايكروسوفت". في نفس العام، طرحت أبل حاسوب "باور ماكنتوش"، وهو أول حاسوبٍ من حواسيب أبل الكثيرة التي عملت باستخدام معالج "آي.بي.إم" المسمى "باور بي.سي.
في عام 1996، تم استبدال مايكل سبيندلر بجيل أميليو رئيسا تنفيذيا. أجرى جيل أميليو تغييرات كثيرة في شركة أبل، بما في ذلك تسريحاتٍ جماعيةٍ للعمال.بعد محاولاتٍ عديدة فشلت في تحسين نظام التشغيل ماكنتوش، أولا مع مشروع تاليجينت، ثم في وقت لاحق مع مشروع كوبلاند وجيرشوين، اختار أميليو شراء شركة نيكست المحدودة ونظام تشغيلها "نيكست-ستيب"، وبذلك عاد ستيف جوبز إلى أبل مرةً أخرى كمستشار.في 9 يوليو، 1997، أطاح مجلس الإدارة بجيل أميليو بعد ثلاثة سنواتٍ من سجلِ انخفاضٍ في سعر الأسهم وخسائرَ ماليةٍ مُعيقة. أصبح جوبز الرئيس التنفيذي المؤقت للشركة، وبدأ إعادة هيكلة خط إنتاج الشركة.
في عام 1997، في معرض مكوورلد، أعلن ستيف جوبز ان أبل سوف تنضم مع مايكروسوفت لإطلاق إصدارات جديدة من مايكروسوفت أوفيس لأجهزة الماكنتوش، وقامت مايكروسوفت باستثمار 150 مليون دولار في أسهم أبل غير المؤهلة للتصويت.
في 10 نوفمبر، 1997، افتتحت شركة أبل متجر أبل، ضمن إستراتيجيةٍ تصنيعٍ جديدةٍ توصل البناء بالطلب.
1998-2005: العودة إلى الربحية
ي 15 أغسطس، 1998، طرحت أبل حاسوب "الكل في واحد" الجديد، الذي ذكر بحاسوب الماكنتوش 128 ك: وكان هذا حاسوب "آي. ماك". قاد جوناثان إيف فريق تصميم آي. ماك، وكان إيف لاحقا المصمم لجهازي آي.بود وآي.فون.
لال هذه الفترة، أقدمت أبل على شراء العديد من الشركات لإنشاء محفظة من البرامج الإنتاجية الرقمية المهنية والموجهة نحو المستهلك. في عام 1998، أعلنت شركة أبل عن شراء برمجيات "فاينال كات" لشركة ماكروميديا، مما أشار إلى توسعها في السوق الرقمية لتحرير الفيديو.[59] في السنة التالية، أصدرت أبل مُنتَجَين لتحرير الفيديو: "آي موفي" الموجه للمستهلكين، و"فاينال كات برو" الموجه للمهنيين. أصبح "فاينال كات برو" لاحقا أحد أهم البرامج في تحرير الفيديو، فله 800000 مستخدم مسجل بحلول عام 2007. في عام 2002 اشترت شركة أبل "شركة ناثينج ريال" بسبب برنامج "شيك" المتقدم رقميا في الجمع بين خصائص الصور،[60] واشترت أيضا شركة "إيماجيك" لبرنامجها للإنتاج الموسيقي المسمى "لوجيك"، والذي أدى إلى تطوير برنامج "جارادج باند" الموجه للمستهلكين.[61][62] وأكمل إصدار برنامج "آي. فوتو" مجموعة برامج "آي. لايف" في نفس العام.
أصدرت الشركة نظام تشغيل ماكنتوش العاشر في 24 مارس لعام 2001، والنظام تمت برمجته على أساس نظامي تشغيلٍ هما "أوبين ستيب" (لشركة "نيكست") و"بي. إس. دي. يونيكس". كان النظام موجها للمستهلكين والمهنيين على حدٍ سواء، وكان يجمع بين خصال الاستقرار والموثوقية والأمان المعروفة عن يونيكس، وسهولة الاستخدام لوجود واجهة مستخدم متوفرة.لمساعدة المستخدمين في التحول عن نظام التشغيل ماك 9، سمح نظام التشغيل الجديد ماك أو إس عشرة باستخدام تطبيقات نظام التشغيل 9، وذلك من خلال البيئة الكلاسيكية لنظام ماك أو إس عشرة.
2016- حتى الآن: الشراكة مع إنتل
علن ستيف جوبز في الكلمة الرئيسية في المؤتمر العالمي للمطورين في السادس من يونيو لعام 2005، أن شركة أبل ستبدأ في إنتاج حواسيب الماكنتوش العاملة على وحدات معالجة التي تصنعها شركة إنتيل، وأن ذلك سيبدأ في 2006.[70] وفي العاشر من يونيو، 2006، طرحت أبل جهاز "ماكبوك برو" وجهاز "الآي.ماك"، وهما أول جهازان يعملان بوحدة معالجةٍ مركزيةٍ "كور دو" صنعتها شركة إنتيل. بحلول السابع من أغسطس، 2006، كانت أبل قد حولت كل خط إنتاج أجهزة الماك إلى استخدام رقائق إنتيل، وكان هذا أبكر بعام عما أعلن عنه ستيف جوبز.[70] وخلال هذا التحول، تم الاستغناء عن الماركات "باورماك" و"آي.بوك" و"باوربوك"؛ وأصبحت يخلف كل ماركةً من هذه الماركات المستغنى عنها وفق الترتيب: "مأكبرو" و"ماكبوك" و"ماكبوك برو".[71][72] في 29 نيسان 2009، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أبل كانت تبني فريقها الخاص من المهندسين لتصميم الرقائق الدقيقة.[73]
أصدرت شركة أبـِّـل أيضا برنامج "بوتكامب" لمساعدة المستخدمين على تثبيت ويندوز إكس بي أو ويندوز فيستا على أجهزة "الماكينتوش-إنتل" جنبا إلى جنبٍ مع نظام التشغيل ماك العاشر.[74]
كان نجاح شركة أبـِّـل خلال هذه الفترة واضحا من خلال سعر أسهمها.فقد ارتفع سعرُ سهم أبِّل بَيْنَ مطلع عام 2003 و2006،أكثر من عشرة أضعاف، من حوالي 6 دولارات للسهم الواحد (المعدلة وفقا للتقسيم) إلى ما يزيد عن 80 دولارا للسهم الواحد. وفي يناير 2006، تجاوزت القدرة السوقية شركة أبل على شركة ديل.[75] كان قد قال الرئيسُ التنفيذيُ لشركة ديلمايكل ديل، قبل تسع سنوات من ذلك التاريخ، أنه إذا أتيحت له إدارة شركة أبل فإنه "سوف يقوم بإغلاقها وإعطاء المال للمساهمين." [76]
و لكن على الرغم من نماء حصة أبل في سوق أجهزة الكمبيوتر، فإنها لم تزل متخلفةً كثيرا عن منافستها مايكروسوفت، فهي لا تملك إلا حوالي 8 في المئة من سوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة في الولايات المتحدة
أكبر الشركات قيمة في التاريخ في عام 2012
حتلت شركة أبل قائمة أكثر الشركات قيمة في التاريخ ب 632 مليار دولار، وذلك بسبب ارتفاع سعر أسهمها بما نسبته 64% في الثلث الثالث من 2012، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل لشركة مايكروسوفت في العام 1999 والمقدر ب 618.9 مليار دولار