لم يتخيل توماس نول أبدا أن برنامج "Display" الذي طوره، عام 1987، بغرض عرض صور التدرج الرمادي "grayscale" على شاشات أحادية اللون سيتحول إلى واحد من أهم برامج الكمبيوتر على الإطلاق، وأكثرها إثارة للجدل أيضا، بسبب باب الفبركة الذي فتحه أمام الملايين

بداية القصة
لم يمر Display مرور الكرام أمام عيني جون شقيق توماس، والذي كان يعمل لدى شركة  Industrial Light & Magic، المتخصصة في التأثيرات البصرية، ليقترح على أخيه تطويره وتحويله إلى برنامج كامل لتحرير الصور.وبالفعل تعاون الأخوان، عام 1988، في تطوير "Display" وحولاه إلى برنامج كامل لتعديل الصور، وأطلق عليه توماس اسم ImagePro، إلا أن الاسم كان مستخدما بالفعل في برنامج آخر، وهو ما دفعه إلى تغيير الاسم لـ"فوتوشوب"، ومن هنا بدأت قصة برنامج تعديل الصور العملاق.
تسويق
بدأ توماس في التسويق لفوتوشوب من خلال صفقة قصيرة المدى مع شركة Barneyscan، المتخصصة في تصنيع الماسحات الضوئية، والتي تلتزم الشركة بموجبها بتوزيع نسخة من البرنامج مع كل جهاز، وهو ما ساهم في توزيع نحو مائتي نسخة من البرنامج.
أدوبي
لم يكن توماس وحده الذي يسعى إلى دعم شعبية البرنامج، الذي كانت إمكانياته محدودة نسبيا في البداية، حيث سافر شقيقه إلى وادي السيليكون، الذي يضم كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، واستعرض البرنامج لكل من مهندسي شركة أبل، والمدير الفني لدى شركة أدوبي، راسل براون، ونظرا لإعجاب الأخير بالبرنامج اشترت شركته ترخيص لتوزيعه في سبتمبر 1988.
النسخة الأولى
سعى الأخوان إلى دعم البرنامج بالمزيد من المزايا، ففي الوقت الذي كان يعمل فيه جون، بولاية كاليفورنيا، على تطوير أدوات إضافية "plug-ins"، كان توماس يكتب التعليمات البرمجية، بولاية ميتشجان، وأسفرت جهودهما عن إصدار النسخة الرسمية الأولى من "أدوبي فوتوشوب" حصريا لأجهزة ماكنتوش، في 19 فبراير 1990.
استخدامات
وفر "فوتوشوب" خصائص عديدة، فتقريبا أي خيار خاص بتعديل الصور يطرأ على بال أي شخص كان متوفرا به، سواء لإنشاء التصاميم البصرية المتنوعة والبانرات، من خلال دمج الصور والنصوص والفلاتر في تصميم واحد، أو تعديل الصور الفوتوغرافية، من خلال تغيير الألوان والإضاءة والتباين، أو تصميم المواقع الإلكترونية والكتب والمجلات، وإنشاء الصور المتحركة، وإدخال تعديلات على مقاطع الفيديو في الإصدارات الحديثة.
تطور مستمر
ومع كل إصدار من "أدوبي فوتوشوب" أصبح التعامل مع الصور أفضل، فحملت كل نسخة مزايا أفضل وأكثر من نسختها السابقة، وسرعان ما أصبح البرنامج معيار صناعة تحرير الصور الرقمية عالميا، إلى أن وصل إلى نسخته الحالية "CC 2014"، حيث تم تزويده بالعديد من الأدوات والإضافات التي تستطيع أن تغير ملامح الصور بالكامل، وتعديلها، ورغم الإفادة الكبيرة التي وفرها لكثيرين سواء المصممين المحترفين  أو المستخدمين إلا إنه فتح الباب على مصراعيه للفبركة بفضل إمكانياته المتقدمة للغاية.

By