يبدو أن فضائح وكالة الأمن القومي الأمريكية " NSA " لن تتوقف قريبا، ففي كل مرة نسمع عن خبر جديد قد يبدو صادما، إلا أن الخبر الذي يليه يخلق لدى المتتبع صدمة أكبر، فبعد أن تم الكشف بداية الأسبوع الماضي عن تجسس هذه الوكالة على أغلب حواسيب العالم عن طريق برمجية تجسسية مزوعة في الأقراص الصلبة، تم الكشف كذلك عن أن NSA تتجسس على بطاقات SIM الخاصة بالمستخدمين عبر العالم.

و كانت الشركة الأمنية الروسية المعروفة " كاسبرسكي " قد كشفت خلال بداية الأسبوع الحالي أن وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA قامت بإخفاء برنامج تجسسي بشكل مباشر في الأقراص الصلبة الخاصة بالحواسيب، و ذلك من أجل تمكينها من مراقبة و التجسس على جميع الحواسيب، حيث تم إدماج هذا البرنامج السري في أكبر عدد من الحواسيب عبر العالم، و هذا البرنامج التجسسي الجديد تم دسه في البرنامج الثابث " فيرموير " الخاص بالأقراص الصلبة للحواسيب المصنعة من جانب ثلاث من أكبر الشركات العالمية في هذا المجال و هي: توشيبا، Western Digital و Seagate.

أما هذه المرة فقد كشف موقع " The Intercept " في مقال له أن وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA بالإضافة إلى وكالة المخابرات البريطانية " GCHQ " يقومان بالتجسس على بطاقات SIM أو " وحدة تعريف المشترك " الخاصة بالمستخدمين في جميع أنحاء العالم، و هو ما منحهما إمكانية الولوج إلى معلومات المستخدمين التابعين لـ 450 شركة اتصالات في 85 بلدا عبر العالم، و ذلك عبر " التسلسل " إلى شبكة الشركة الفرنسية الهولندية " Gemalto " و التي تعتبر أكبر و أهم مصنع لبطاقات SIM في العالم.

و فيما يعتبر هذا التقرير اتهاما مباشرا لشركة Gemalto التي تزود كل شركات الاتصالات في العالم ببطاقات SIM، فقد نفت هذه الشركة أي علم لها بهذه الممارسات أو تعاون لها مع جهازي المخابرات الأمريكي و البريطاني و رفضت تأكيد هذا الأمر، و حسب موقع The Intercept نقلا عن وثائق مسربة للعميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن فإن وكالتي التجسس NSA و GCHQ وضعتا اليد على مفتاح التشفير الخاصة ببطائق SIM التي تصنعها Gemalto و التي تمكن من حماية الاتصالات الهاتفية و الرسائل الصوتية و النصية بالإضافة إلى معطيات اتصالات الإنترنيت الخاصة بالمستخدم على هاتفه، وقد قام الجهازين بذلك عبر اختراق حواسيب الشركة عن طريق برمجية تجسسية تحمل إسم " XKeyscore ".

و تكشف هذه المعلومات مدى تغلغل وسيطرة أجهزة المخابرات الغربية و خصوصا الأمريكية في شبكات الاتصالات العالمية، لكنها قد تكشف كذلك مدى تواطئ بعض الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا.


By