قد لا تعلم أجيال اليوم ،أن الأجيال التي سبقتها، كانت تلعب هي أيضاً بنفس الحيوية والنشاط، حتى وإن لم يحالفها الحظ برؤية الشاشات الذاهية الألوان وأدوات الإدخال والتحكم. لكن قواعد اللعب كانت مختلفة، وضعت بلغة غير مكتوبة لا يُعرف مصدرها، تحكم علاقات الأطفال وتحدد آليات التعامل فيما بينهم. وكان لكل فصل من فصول السنة ألعابه، تتناسب مع المناخ والمواد المتوفرة.
فألعاب الشتاء يعتمد بعضها على رطوبة الأرض، بينما تعتمد ألعاب الصيف على المواد المتوفرة كعيدان الآيس كريم أو بذور المشمش التي تُجمع مَع إمكانية بيع الحصيلة في نهاية الموسم، وعندما تسوء الظروف الجوية كانت البدائل متوفرة داخل المنزل مثل ألعاب الورق وهوايات جمع الطوابع. وكانت الألعاب الطبيعية كفيلة بتنمية التوازن البدني والعقلي والنفسي والاجتماعي لدى الطفل.
فألعاب الشتاء يعتمد بعضها على رطوبة الأرض، بينما تعتمد ألعاب الصيف على المواد المتوفرة كعيدان الآيس كريم أو بذور المشمش التي تُجمع مَع إمكانية بيع الحصيلة في نهاية الموسم، وعندما تسوء الظروف الجوية كانت البدائل متوفرة داخل المنزل مثل ألعاب الورق وهوايات جمع الطوابع. وكانت الألعاب الطبيعية كفيلة بتنمية التوازن البدني والعقلي والنفسي والاجتماعي لدى الطفل.
أما اليوم فتنتشر الألعاب الإلكترونية التي تستخدم الحواسيب والأجهزة الذكية والمنصات، نتاج عمل معقد يتطلب مواهب وخبرات فنية وتقنية عالية، تستهلك أشهراً من العمل وتكلف ملايين الدولارات، لإخراج تحفة مثيرة يتعامل فيها الشخص بحواسه وعقله وذكاءه وردود فعله، فتعلمه الانتباه والتخطيط وبناء الاستراتيجيات واكتساب المهارات، وقد تُلعب بشكل فردي حتى دون اتصال بالإنترنت، أو بشكل جماعي عبر واجهات الأجهزة بين لاعبين من كل مكان مما يمنحها بعداً عالمياً.
فلعبة كرة القدم تحولت إلى لعبة الفيفا الشهيرة (بشكل فردي أو ثنائي)، وألعاب الورق والشدة تحولت إلى ألعاب الكازينو أونلاين سواءً على الهواتف الذكية أو الكمبيوتر (كهذا الموقع في لبنان)، بينما الألعاب القتالية الرياضية بدورهل أصبحت من أشهر منصات البلاي ستيشن والإكس بوكس (الحروب والجريمة).
إلى أن التحذيرات من مخاطرها تكاد تطالعنا بشكل مستمر من طرف المختصين في الشؤون الصحية والنفسية والتربوية، ويأتي رد الشركات المنتجة عليها بفكرة بسط الألعاب إلى قطاعات أخرى كالتربية والتعليم والصحة. أما بالنسبة لأجيالنا التي اعتادت على الألعاب التقليدية بأدوات بسيطة في الهواء الطلق، فلم يبق أمامها سوى الطواف بالذاكرة على هذه الألعاب قبل أن تنقرض إلى غير رجعة.
فنبدأ رحلتنا من شرق المتوسط والوطن العربي حيث تنتشر لعبة طاولة الزهر التي تعتمد على الاستراتيجية والحظ عند رمي حجري الزهر (النرد). و إلى روسيا حيث لعبة الضامة التي تُلعب على رقعة شبيهة برقعة الشطرنج وأحجار مستديرة مشابهة لطاولة الزهر، ومحاولة إخراج "أكل" أحجار الخصم بعد القفز فوقها. من أستراليا لعبة الكريكت على الطاولة، نقترب معها من الألعاب الحديثة حيث يتم تمثيل اللاعبين الحقيقيين بدمى تلعب بالنيابة عنا.
من الباكستان وأفغانستان لعبة كاروم (البلياردو) على رقعة مربعة تحوي أربع ثقوب على زواياها يحاول اللاعب استهدافها بتسعة أحجار سود وتسعة بيض وواحدة حمراء. من غينيا لعبة العوارة (المنقلة) تُلعب على لوحة خشبية سميكة حفر عليها صفان من المقعرات الدائرية، يتناوب اللاعبان في ربح الحصى بتوزيعها بالتتالي على المقعرات بعكس عقارب الساعة.