ايها الجنرال كيف وصلت الى هنا .. ؟؟
كيف تكتسب نظم الحكم شرعيتها بعد الثورات ، وهل يمكن لأنتخابات تأسيس شرعية جديدة بعد انقلاب عسكري أطاح برئيس منتخب ، تساؤلات لا تزال مثار جدل على الساحة المصريه ، ففي حين يراها البعض انها ثورة خلصتهم من حكم الأخوان المسلمين ، نظر اليها المعارضون كثورة مضادة أعادت مصر الى عهد الدولة البوليسية.نعم ستفتح الصناديق في أوقاتها سيتدفق المقترعون بكثرة أو قلة لن تشكل فارقا الا بإحتساب الخيط الرفيع بين الحقيقة والوهم المحيطة بشعبية كاسحة للمشير الرئيس فلا يكون فعل التصويت الا وفاءا للشكل ، يسمي البعض الديمقراطية باللعبة باعتبار ما لها من قواعد وقوانين ومساحات وأدوات ، في مصر تأخذ اللعبة مفهوما أعم فهي تبدأ من لحظة ذروة وفي جيب اللاعب الأساسي نقاط رسمها من اخفاقات خصومه لا من مهاراته ، أما الأدوات فحولها أسئلة كبرى عن تحقق المشروع الديمقراطي بمسارات غير ديمقراطية ، وعن إضفاء الصناديق شرعية على واقع غير شرعي ، ناشئة من حقيقة لن تغير المجادلة من سطوعها وهي الأنقلاب العسكري وصولا الى السؤال الأخلاقي القديم الجديد عن الغاية التي تبرر الوسيلة ، بالنسبة لبعض المصريين فإنهم يستعيدون مع عبد الفتاح السيسي مصر التي لم يعرف غيرها ، وليس مصادفة مثلا ان معظم مؤيديه من كبار السن المنبهرين تقليديا بالحالة العسكرية والهالة المحيطة بها مهما أصابها من شحوب ، فقد أزاح السيسي أسوأ كوابيسهم وهو التيار الأسلامي بعد ما ترائى لهم وفق غوغائية دعائية انه يأخذ مصر الى هوية اخرى ، لا يبدو هؤلاء معنيون بالديمقراطية وألعابها بقدر انشغالهم برجل يبنون عليه آمالا كبيرة ، وهو لا يعدهم بشيء منها اذ يبشرهم بالديمقراطية بعد ربع قرن وبالرفاه بعد نصف قرن ويزيد حين يكون سيف الآجال قد فعل فعله فلا يحاسب أحد أحدا ،
في مساء ليلة من هذا الربيع سيخرج من مصر خبر وسينتشر في فضاءات العرب وربيعهم محملا بالمعاني والرسائل ، جنرال جديد يعود بعد ثورة وانقلاب بأرقام تشبه الأستفتاءات الشهيرة ، سيتصاعد الرقص والفرح وسيغرق آخرون في وجوم واصرار على مواصلة الأعتراض وإن بكلمه ، فوق جرح نازف ودماء سيتوجه الجنرال الى القصر حاملا صولجان مجد غامض
وسؤالا للتاريخ .. ايها الجنرال كيف وصلت الى هنا ؟؟؟
ايها الجنرال كيف وصلت الى هنا
V
V