ادانة دولية ومحلية وحقوقية واسعة على الحكم بالأعدام على 529 متهم في قضية لم يقتل فيها سوى شخص واحد في مصر
جلستان فقط احتاجهما القاضي المصري سعيد صبري في محكمة جنايات المنيا لأحالة أوراق 529 متهما الى المفتي للبت في اعدامهم ، مما استرعت هذه السرعة في الأحكام انتباه كثيرين ، غير بعيد من مناخ الأستقطاب السائد في مصر والأتهامات التي يوجهها رافضوا الأنقلاب الى القضاء ، تعود خلفيات القضية الى الرابع عشر من آب اغسطس الماضي أي اليوم ذاته التي فضت به قوى الأمن اعتصامي رابعة والنهضة حيث أدانت المحكمة المتهمين بإقتحام مركز شرطة مطاي في المحافظة وإضرام النار فيه ، وقتل نائب مأمور المركز ، والشروع في قتل ضابط آخر وشرطي ، إضافة الى الأستيلاء على أسلحة تخص الشرطة .
منع مندوبوا وسائل الأعلام من دخول قاعة المحكمة التي احيطت بإجراءات أمنية استثنائية ، فأغلقت الشوارع المؤدية اليها والمحال التجارية القريبة منها كما حوصر سكان المنطقة ، حكم قضائي جديد على رافضي الأنقلاب تميز بسرعة اصداره وعدد المدانين بموجبه ، وبالرغم من حق المدانين بالأستئناف فإن مجرد اصداره كان كفيلا بتسارع توجيه انتقادات الى القاضي والقضاء معا ، حيث طالبت جبهة استقلال القضاء بإحالة المستشار سعيد يوسف رئيس محكمة جنايات المنيا الى الصلاحية ، أما الناشط نجاد البرعي فاعتبر الحكم جريمة في حق العدالة وطالب الحكومة بالتحري عن تاريخ هذا القاضي وأثارت القضية ردود فعل دولية وحقوقية فعبر مسؤول في الخارجية الأمريكية عن قلقه العميق وقال انه لا يبدو من الممكن مراجعة الأدلة والشهادات بشكل عادل يتناسب مع المعايير الدولية خلال جلستين فقط ، أما المتحدث بإسم الخارجية الفرنسية فأعرب عن قلق بلاده من الحكم وأكد معارضة باريس لعقوبة الأعدام في أي مكان من العالم وتحت أي ظرف ، والمجلس القومي لحقوق الأنسان في مصر أعرب عن قلقه بشأن الحكم وقال في بيان مقتضب انه طلب الأطلاع فورا على حيثيات الحكم، أما المركز العربي لأستقلال القضاء والمحاماه فأعرب عن مخاوفه مما وصفه بلأسهاب في أحكام الأعدام في مصراخيرا ، واستغرب جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الأنسانوحذر من تداعياته على الشعب المصري وثمة من لجأ الى مقارنة الحكم بنظيره الخاص بقضية ملعب بور سعيد ، حيث صدرت بحق المتسببين في قتل 72 شخصا احكام تراوحت بين الأعدام والسجن لمدد متفاوتة ، بينما يحاكم أكثر من 500 شخصا بالأعدام في قضية لم يقتل فيها سوى شخص واحد